تكشف التداعيات الأخيرة من تقلص وقوقعة القوات العسكرية لحلف شمال الأطلسي عن بداية سقوط أسنان الأسد الملقب ب "الناتو"، وهو ما أكدته صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية في مقالها حول الناتو الذي يعاني ضعفا واضحا في الميزانية والقرارات، وتفكك أعضائه، وتقليص ميزانية الدفاع الخاصة به، بدلا من المضي قدما نحو التطوير والتعزيز. وأوضحت الصحيفة أن الاقتصادات المتعثرة تجبر تقريبا جميع الأعضاء معا، بما في ذلك الولاياتالمتحدة، على التعجيل بالتخفيضات في ميزانيات الدفاع الخاصة بهم. ويُعد قرار وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" الأخير بتخفيض ميزانية الدفاع الأمريكي كصفعة لقدرات حلف الناتو العسكرية، كما يُعد القرار امتدادا للقرارات المروعة للدول أعضاء الحلف بأنها لم تعد قادرة على تحمل الالتزامات الأمنية نظرا لحالة التقشف الوشيكة التي قد تمتد لفترة طويلة. وحذر مسئولون من إدارة أوباما الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي من الاتكاء على واشنطن خلال الفترة القادمة، مؤكدين أن الولاياتالمتحدة لن تتحمل عبء الحروب التي ترهق ميزانيتها، في سبيل الحفاظ على 28 عضوا بالحلف، وإن كانوا حجر أساس الأمن والدبلوماسية عبر المحيط الأطلنطي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وأضاف المسئولون الأمريكيون أن الولاياتالمتحدة تتحمل عبء 75% من مجموع نفقات الدفاع لحلف الناتو، ارتفاعا من 50% خلال الحرب الباردة. وأعلنت بريطانيا هى الأخرى هذا الشهر خفض قواتها في الحلف، الأمر الذي سوف يؤدي في نهاية المطاف إلى تقليص حجم جيشها بنسبة الخُمس تقريبا، فضلا عن أن بريطانيا أوقفت بالفعل حاملة الطائرات الوحيدة الخاصة بها في الحلف. وتقوم ألمانيا بتخفيض مماثل لحجم قواتها المسلحة في الحلف وإلغاء الأوامر للطائرات المقاتلة وطائرات الهليكوبتر وغيرها من نظم الأسلحة. وتواجه إيطاليا، التي فرضت تخفيضات عميقة على ميزانيات الدفاع قبل سنتين، جولة أخرى قد تشمل تخفيضات حادة في عدد مقاتلات الطائرة المتعددة المهام "F-35 جوينت سترايك" أمريكية الصنع والتي كانت تخطط لشرائها.