شهدت الساعات الأولى من ليلة أ مس ما يسمى بصراع المنصات فشباب الثورة حاول فى البداية التفاوض مع شباب الإخوان من أجل وضع منصة واحدة فى التحرير حتى لا تتفرق القوى السياسية واتفق على هذا الرأى شباب الثورة وشباب الوفد وباقى الأحزاب إلا أن الجماعة أصرت على عمل منصة خاصة بها وهو ما أشعل حالة من الغضب بين الثوار وحاولوا التفاوض مع بعض الشباب على مقهى وادى النيل لإقناعهم بتوحيد المنصات وهو ما رفضته الجماعة وقامت بتركيب المنصة وسط اعتراض من الثوار مما دفع ائتلافات شباب الثورة الى عمل منصة أخرى أطلق عليها اسم الشعب وأقام الوفد منصة اخرى أمام مدخل كنتاكى. وأثناء عملية تركيب المنصات حدثت اشتباكات بالأيدى بين شباب الإخوان وبعض الثوار وصلت إلى حد قذف منصة الجماعة بالطوب وهو ما أدى إلى إصابة فتاة من الجماعة بحسب تأكيدات الدكتور جابر المرسى طبيب الميدان الذى أكد إصابة عين إحدى المتظاهرات من الأخوات جراء قذفها بالحجارة ولكنها كانت إصابة عادية ولم يستقبل المستشفى أى إصابات حتى الساعة 10 صباحا. ولم يتوقف المشهد عند هذا الحد بل انه فى بداية الدقائق الأولى من يوم أمس حاول 30 شاباً من المستقلين هدم المنصة الخاصة بالإخوان إلا أن الشباب قاموا بتشكيل دروع بشرية وكونوا 10 حوائط بشرية أمام المنصة وهتفوا باسم الجماعة وقالوا «إحنا مين .. إحنا الإخوان المسلمين» ورفضوا أى محاولة لاختراق الحواجز البشرية والوصول إلى المنصة التى اكتست باللون الأزرق. وكادت الأمور تتطور إلى أكثر من الاشتباك بالأيدى إلا أن بعض العقلاء تدخلوا خاصة بعد تأكيدات شباب الإخوان أن المنصة ليس هدفها الاحتفال بالثورة بل هى مشاركة من شباب الجماعة مع الحركات الثورية وهو ما أدى إلى هدوء نسبى خاصة مع انشغال الجميع بإكمال بناء المنصات وهتف الجميع «ثوار أحرار هنكمل المشوار» وردد شباب الثورة هتاف «قول اتكلم السلطة لازم تتسلم» وهو الهتاف الذى لم يشاركهم فيه جماعة الإخوان على الإطلاق وهتفوا باسم الشهداء بعد ذلك وأثناء الاشتباك بين شباب الإخوان المسلمين وشباب الثورة حدث اعتداء على المركز الاعلامى لميدان التحرير وتم تحطيم الخيمة الخاصة به باستخدام الشوم ولكن سرعان ما تم احتواء الموقف وإعادة بناء الخيمة مرة أخرى. وكانت أولي المنصات التى اكتملت منصة الشعب الخاصة بالحركات الثورية والتى ظلت تردد شعارات ثورية وخطباً مباشرة من شباب الثورة حتى جاء وفد من القضاة المعتصمين أمام دار القضاء العالى وقام القاضيان محمد المشد وأحمد المشد بإلقاء ييان أشعل وألهب حماس الثوار وألقى الجارحى كلمة انتقد فيها عدم استقلال القضاء حتى الان وتحدث عن فساد ممدوح مرعى وزير العدل السابق وطالت الاتهامات النائب العام المستشار ممدوح مرعى وهتف الجميع الشعب يريد تطهير القضاة. وبعد ذلك عادت الملاسنات اللفظية بين منصة الإخوان ومنصة الشعب حيث وجه كل منهما اتهامات للآخر حتى أن أمن الميدان اضطر إلى التدخل وإلقاء تحذير فى الإذاعة الرئيسية وطالب بضبط النفس بين كل القوى السياسية والهدوء التام بين الجميع إلى أن ناورت الجماعة بفكرة قبولها بتوحيد المنصات لتهدئة الأوضاع واعلنت إذاعة الشعب ذلك وقالت ان الإخوان سيهدمون المنصة ولكنهم اكتشفوا الخديعة وأن الجماعة ناورت لتهدئة الأوضاع وهو ما أشعل الغضب مرة اخرى فى الميدان. ولكن شباب الثورة فوجئوا باكتمال بناء خيمة الإخوان التى كان يعلوها كلمة الاحتفال بالذكرى الأولى وهو الشعار الذى كاد أن يتسبب فى اندلاع معركة عنيفة بين الإخوان وشباب الثورة الذى ناشد الجماعة على مدار ما يقرب من 15 دقيقة إزالة كلمة الاحتفال من على المنصة الرئيسية احتراما لأهالى الشهداء فليس هناك معنى للاحتفال طالما أن حقوق الشهداء مازالت غائبة والقتلة لم يحاسبوا ولكن الإخوان لم يستجيبوا بل قاموا بزيادة الدروع البشرية حتى يمنعوا أى شخص من دخول المنصة وتجمع عدد كبير من أهالى الشهداء والمتظاهرين أمام منصة الجماعة وهتفوا ضد المجلس العسكرى وطالبوا بحقوق الشهداء والقصاص من القتلة وكاد الأمر يشتعل مرة أخرى لولا تدخل العقلاء. وأمام جامع عمر مكرم اصطفت سيارات الإسعاف والتى يصل عددها الى 15 سيارة تحسباً لوقوع إصابات بين الثوار وشكل مستشفى ميدانى بجوار المسجد لإسعاف المصابين. وفى الساعة الرابعة صباحا بدأت حركة 6 ابريل فى تركيب المنصة الخاصة بها أمام منصة التحرير الرئيسية وقام عدد من الائتلافات بتركيب منصات أخرى وقام مجموعة من الشباب بتنظيف أرض الميدان من مياه الامطار التى كانت تعلوه وحدثت اشتباكات محدوده بين الباعة المنتشرين فى ارض الميدان وبعض المتظاهرين واضطر الباعة الى الانصياع لأوامر امن الميدان. دخلت الإذاعات أيضاً على خط المواجهة فالإخوان بدأوا تشغيل أنغام النشيد الوطنى والأغانى الوطنية وقامت بعدها بإذاعة الأغانى وفى المقابل ردت منصة 6 أبريل بإذاعة القرآن الكريم ثم أناشيد للثورة.