يأتي شهر رمضان في المرتبة الأولى كأحد أفضل الشهور لدى المسلمين في كافة أنحاء العالم وأكثرها تميزًا بالنسبة لهم، نظرًا لطقوسه الروحانية وسعيهم خلاله للتقرب من الله بالعبادات المختلفة لنيل الأجر والثواب العظيم. ومن ضمن هذه العبادات التي يتميز بها هذا الشهر عن غيره هو الصيام فيه، وللصوم عدة درجات، وليس كل الصوم في درجة واحدة كما يتصور البعض، فهناك من يصوم عن الطعام والشراب، وهذه أقل درجات الصوم، وهناك من يصوم عن الطعام والشراب والأعمال السيئة والأقوال الرديئة، وآخرون يصومون عن الطعام والشراب وسوء الأعمال ومنكرات الأقوال، وتصوم قلوبهم عن الأهواء وتلك هي الدرجة الأعلى. وكان الإمام الغزالي قد اعتبر أن الصوم ثلاث درجات، وهي: صوم العموم وهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة، صوم الخصوص وهو كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام، وصوم خصوص الخصوص وهو صوم القلب عن الهمم الدنيَّة والأفكار الدنيوية وكفه عما سوى الله عز وجل بالكلية.