تعاني القليوبية من نهب أراضى أملاك الدولة على يد مافيا الأراضى والحيتان الذين سوّلت لهم أنفسهم أن يعيثوا فسادًا فى الأرض ويستحلوا المال العام وحرمته. الأرقام الرسمية تكشف تلك الجرائم، فوفقًا للتقارير الرسمية لمحافظة القليوبية، التى عرضت على اللواء محمود عشماوى من إدارة الأملاك، فإن قيمة التعديات على أراضي أملاك الدولة منذ ثورة 25 يناير 2011 وحتى الآن، بلغت نحو 448.6 فدانًا على مستوى المحافظة، معظمها على أراضى الرى، وترتفع نسبة التعديات فى العاصمة بنها وشبرا الخيمة التى تمثل أكبر موقع لمافيا الأراضى والاستيلاء على الأراضى وتقسيمها والقناطر الخيرية. وكشف التقرير أن هناك 78 حالة تعدٍ على أراضى أملاك الدولة ببنها، بمساحة 7409 أمتار، وعلى مساحة 770220 مترًا من أملاك الرى ب442 حالة تعدٍ، و18 حالة تعدٍ على أراضى الزراعة بمساحة 198 مترًا والأوقاف 67 حالة على مساحة 16 ألف متر. وفى قها بلغ إجمالى مساحة التعدى 12 ألفًا و950 مترًا، وفى كفر شكر، أشهر المعاقل السياسية التى لعبت السياسة فيها دورًا فى وقف إزالة التعديات لأسباب سياسية، حيث بلغت حالات التعدى 11 حالة على أملاك الدولة، بمساحة 503 أمتار، والرى 723 حالة على مساحة 3040 مترًا، والأوقاف 4 حالات على مساحة 356 مترًا. وفى القناطر الخيرية بلغت حالات التعدى 128 حالة على أراضى أملاك الدولة بمساحة 16 ألفًا و771 مترًا و45 سم، والرى 537 حالة بمساحة 35 ألفًا و400 متر، والزراعة 818 حالة بمساحة 110 آلاف، و495 مترًا، والآثار حالتى تعدٍ بمساحة 475 مترًا، والخانكة 205 حالات تعدٍ بمساحة 7 آلاف و925 مترًا و32سم، والرى 84 حالة على مساحة 3705 أمتار، والأوقاف 31 مترًا بإجمالى 5 حالات. ووفقًا للتقارير الرسمية فإن معظم تلك المساحات كانت مخصصة للنفع العام، ولكن استولى عليها بعض المواطنين فتوقف النفع العام. يأتى ذلك فيما تشهد مدينة بنها نموذجًا مؤسفًا وصارخًا للاستيلاء الواضح على أراضى أملاك الدولة، متمثلًا فى معظم الأندية الواقعة على كورنيش النيل والصادر لها قرارات إزالة منذ 1994، أى منذ ما يزيد على 22 عامًا، ولكنها لم تنفذ، متحدية جميع المحافظين الذين تولوا مناصبهم طوال تلك الفترة، ولم يستطيعوا تنفيذ تلك القرارات، وإزالة تلك الأندية، التى تخالف قانون حجب الرؤية، وقرارات وزير الرى وتمثل تحديًا للقانون وللمحافظين. وكذلك الأبراج الواقعة بمنطقة طريق كفر سعد ببنها، التى تمثل نموذجًا آخر للتعدى على أراضى الرى ولم تتحرك المحافظة إلا مرة واحدة عندما أزالت برجًا بالتفجير لأحد المواطنين، وفشلت حتى فى قطع المرافق عن المخالفين. كما تمثل المراسى للمراكب النيلية التى تمثل تعديًا آخر ولم تحصل على أى موافقات وفقًا لتصريحات مسئولى الرى أمام وزير الرى خلال زيارته للمحافظة. من جانبه أكد اللواء محمود عشماوي، محافظ القليوبية، أنه لا تراجع عن استعادة هيبة الدولة واسترداد حق الشعب وتنفيذ تعليمات رئيس الجمهورية بإزالة التعديات كافة على أملاك الدولة خلال 15 يومًا، مشيرًا إلى أن المحافظة لديها خطة محكمة وكاملة لإزالة التعديات كافة الموجودة بنطاق المحافظة، وسيتم العمل على مدار اليوم لتنفيذ الخطة، بالتعاون مع قوات الشرطة والجيش والأجهزة الرقابية، لاستعادة أراضى وضع اليد وإزالة التعديات على أراضى الدولة، على رغم كون تلك المخالفات حدثت خلال عهود سابقة وقبل توليه منصبه. وضاف عشماوى ن العمل سيتم على محورين، هما إزالة جميع التعديات على أملاك الدولة وحصر وتحديث أى تعديات حديثة لإزالتها في التوقيت نفسه.
