منذ بداية عام 2017 لم يمر أسبوع أو أكثر إلا ونسمع عن كشف أثرى جديد ومهم فى مصر، وهو ما يعتبره البعض وقتاً قياسياً ولا يقارن بعدد الاكتشافات القليلة منذ ثورة يناير حتى هذا الإنجاز، ولعل أشهر هذه الاكتشافات هو اكتشاف تمثالى بسماتيك الاول وسيتى الثانى بمنطقة المطرية وشغل الكشف وسائل الإعلام فى مصر بسبب سوء المعاملة لرأس التمثال وجذب انظار العالم ايضا، وتوالت الاكتشافات المهمة فى الأقصر وأسوان ودهشور ومراكب الشمس والكشف عن مدينة تاريخية تحت الأرض فى سوهاج وكذلك بمنطقة عين شمس حتى تخطت ال25 اكتشاف لفتت الانظار وأثارت التساؤل: لماذا كل هذه الاكتشافات الآن ولماذا كانت غائبة السنوات الأخيرة؟ د. حواس: لا يتناسب مع عمل 240 بعثة الدكتور زاهى حواس عالم الآثار المعروف قال وجود 240 بعثة علمية أجنبية تعمل فى مناطق حفائر الآثار فى أمن وتحت متابعة من الدولة ووزارة الآثار كان من المفترض أن يسفر عن اكتشافات أكثر، وأضاف للآن لم تتوصل هذه البعثات لعدد ما توصلنا له فى عهدى وأهميته، وما تم الكشف عنه الآن تم بالصدفة رغم انه قائم على دراسات تاريخية موثقة، وربما تبرز اهمية تمثال المطرية فى المقام الاول للبعثة الالمانية المصرية، لكن سعادتى كانت بما اكتشفته البعثة المصرية فى الكشف عن بقايا هرم دهشور وكشف اثار ابيدوس، وأضاف بعثاتنا لديها إمكانيات علمية وتاريخية لكن الأزمة فى التمويل المالي، وأوضح أن عمل البعثات الأجنبية قائم منذ 40 عاماً وصعب أن نقول إنها تفوقت على البعثات المصرية ويكمل اعتبر كشف فنيات جديدة فى مركب خوفو الثانية مثل المقابض المعدنية وأطوال الاخشاب عمل رائع، الدكتور خالد العنانى وزير الآثار قال ان أى كشف اثرى أكيد مهم جدا لأنه إضافة للآثار المصرية ومن الصعب أن نضع أسباباً محددة لزيادة الاكتشافات الاثرية الاخيرة غير أن نقول إن هناك رغبة صادقة من الدولة والآثار فى الوصول لأكبر عدد من الاكتشافات الأثرية بعد ان تم توفير المناخ المناسب لعمل البعثات الأجنبية والمصرية وخلق روح المنافسة، الدكتور ايمن العشماوى رئيس الجانب المصرى فى البعثة المصرية الالمانية أكد أن الاكتشافات الأثرية مستمرة ولم تتوقف منذ عام 2012 ونتوصل لاكتشافات كل شهر ولكن كانت تسير ببطء نظرا لعدم توافر السيولة الكافية والتمويل اللازم من وزارة الآثار بسبب تراجع السياحة ولم يعد يعمل من البعثات سوي100 بعثة، وأضاف أن ما سلط الضوء على أهمية الاكتشافات الأخيرة هو الإعلام وأهمية وقيمة الكشف الاثرى وتأثيره إعلامياً، وأضاف العشماوى قدمت البعثات كشوفات اثرية كثيرة لكن لم تكن لها الزخم الإعلامى الذى صاحب كشف تمثال المطرية بسماتيك الاول وسيتى الثانى الذى توصلنا اليه وكيف جذب انظار العالم وهذا الوهج الإعلامى هو ما سلط الضوء على الاكتشافات الاثرية وأعطى إحساساً بكثرتها، وأضاف لكن العمل مستمر وباطن الأرض فى مصر مليئة بالآثار التى تعمل البعثات على الكشف عنها لكن كما قلت والكلام للعشماوى أهمية الكشف وتاريخه ومدى اهتمام الاعلام هو الذى يعطى حالة التوهج مع أن أى كشف اثرى له أهمية وقيمة تاريخية كبيرة ومؤثرة، وأضاف بسماتيك الاول وهو ملك عظيم لا يقل أهمية أبدا عن رمسيس الثانى فهو حكم مصر 50 عاما وأسس عصر النهضة المعروف بالعصر الصاوى وفى عهده تحررت مصر من احتلال الكوشين والاشوريين، شق خلفاءه من بعده قناة نفاو أو قناة السويس القديمة التى ربطت بين نهر النيل والبحر الأحمر وقاموا برحلة حول افريقيا بدأوها من البحر الاحمر وعادوا من البحر المتوسط.