مع اقتراب شهر رمضان الكريم، قرر عم محمد، الذي يبلغ 50 عامًا، الابتكار والتفكير للتماشي مع الموسم ليرزق بأموال إضافية، من خلال صنع فوانيس بأسعار زهيدة. ورغم أن الكشك الخاص بعم محمد لايتعدى نصف المتر، وهو أحد الباكيات في منطقة الدرب الأحمر، ورغم أنه لايمتلك إلا ماكينة قطع ولحام صغار، تجده مبدع وستشعر بأنه خبير في صناعة فوانيس رمضان. قال عم محمد إنه عمله في الأساس قائم على الحدادة، وليس صناعة الفوانيس فقط، وعندما يطلب منه التجار أو مواطنون هذه الفوانيس في موسم رمضان، يشتري هذه الأسياخ وتكون قائمة ومستوية على هيئة عمود طويل، ويقوم بتشكيلها على هيئة فوانيس. ويأتي بهذه الأعمدة ويتجه بها إلى قطاعة الحديد الخاصة به، ويقوم بعد ذلك بتقطيع الأسياخ بمقاسات محددة على حسب حجم الفانوس الذي يطلبه الزبائن، ويبدأ تكوين الفانوس أولًا على هيئة ثلاث مربعات مختلفة الأحجام ويضع أولها في القاعدة، ومربع آخر أصغر يضعه في الوسط، وبعده ثالث في الأعلى ويكون أكبرهم. وبعد ذلك يقوم الحداد، بتهيئة أربعة أسياخ أخرى طولية على شكل أضلاع مموجه تحتوي المربعات الثلاثة الكبيرة في الأعلى والوسطية الصغيرة والمربع الأخير قاعدة الفانوس في النهاية. ويأتي عم محمد بقطعة حديدة يضعها في قمة الفانوس من أعلى يسميها هو بالوردة، وهي عبارة عن قطعة من الحديد صغيرة مفرغة من الوسط على هيئة الوردة، لينزل منها سلك الكهرباء لإشعال لمبة الإضائة، وفي نهاية الأمر يقوم بلحام جميع هذه القطع بمكنة اللحام الخاصة به حتى يظهر في النهاية على هيئة فانوس. وأوضح أن سعر الفانوس الذي يصنعه يحدد حسب حجمه، وأنه يصنع فوانيس صغيرة بسعر5 و7 جنيهات ، وأخرى متوسطة ب10 ، و15 جنيهات، وأخرى كبيرة يصل سعرها إلى 20 جنيهًا. وأشار إلى أن أسعاره رخيصة بهذا الثمن لأنه يصنع الفانوس كمنتج حديدي فقط ويوزعه بعد ذلك إلى التجار يكسونه بالقماش، مشيرًا إلى أن الكثير يلجأ لهذا النوع لأنه إذا وقع على الأرض لاينكسر كالزجاج، ولكن عيوبه من الممكن أن يلتوي بسبب بساطة خامة الحديد الخاصة به. وأكد أن موجة الغلاء أثرت بشكل مباشر على هذه الصناعة واسعارها والكميات المطلوبة فيها أيضًا، مشيرًا إلى أن التجار الذين كانوا يطلبون كميات كبيرة في الماضي، باتوا يطلبون طلبيات ضعيفة للغاية في هذا الموسم من رمضان. شاهد الفيديو:
