كان الهجوم الكيميائي على بلدة خان شيخون السورية، وما أعقبها من رد أمريكي، لحظة نادرة بالنسبة إلى ملايين اللاجئين السوريين المنتشرين عبر المخيمات والمستوطنات غير القانونية. وأيّد البعض من اللاجئين الهجوم الأمريكي على مطار الشعيرات العسكري في سورية، والذي يعد أول ضربة ضد القوات السورية، فيما عارض آخرون أى تدخل امريكى فى بلادهم، إلا أنهم حصلوا على بصيص من الأمل في أن يؤدي التحول المفاجئ الظاهر في سياسة الرئيس دونالد ترامب إلى مساعدتهم في الوضع الحالي. تغير درامي شكّلت الضربة العسكرية انعكاساً سريعاً على سورية لترامب، بعد أن قال مرارا أنه يتعين على الولاياتالمتحدة البقاء خارج الحرب الأهلية المستمرة منذ سنوات، لكن العديد من اللاجئين أخذوا تحول ترامب في سياسته بحذر شديد، معتبرين أن ترامب إنتقل للعمل بسورية من خلال صور الأطفال الذين لقوا حتفهم والتي تداولتها وسائل الإعلام في الهجوم الكيميائي عقب أشهر من العمل لمنع الملايين من الأطفال اللاجئين وأسرهم من دخول الولاياتالمتحدةالامريكية. ولم يتحدث ترامب عما إذا كانت مشاركته الجديدة في سورية ستتضمن أيضاً مشاركة متغيرة بشأن اللاجئين السوريين، إلا ان بعض الوكالات المهتمة بشئون اللاجئين في الولاياتالمتحدة تأمل أن يحدث التغيير أيضاً، حيث تعتقد الرئيسة التنفيذية للخدمة اللوثرية للهجرة واللاجئين، ليندا هارتك، أن "تفكير ترامب سيتطور ليشمل اللاجئين". اختيار ترامب ورحب العديد من سكان المخيم بالهجوم الصاروخى الامريكى على سورية، بيد انهم يرغبون فى أن تتدخل أمريكا لإنهاء الحرب الاهلية المستمرة منذ ست سنوات. وقال حسين بشير ابراهيم - 33 عاما – أحد نازحي بلدة القامشلي في شمال شرق سورية، أن على ترامب أن يكمل مسيرته وسياسته الجديدة بشأن سورية بدءاً من ضربته الأمريكية، موضحاً أنه لا يمكن أن يتراجع بعد أن أعطت ضربته بصيصاً من الامل لدى الملايين من اللاجئين. وقال كمال كمال اسماعيل - 25 عاما - وهو ايضا من القامشلي، أن ترامب إذا كان لديه رغبة جدية في مساعدة الأطفال سيتخذ إجراء لمساعدتهم، وإلا فلديه جدول أعمال آخر. السياسة الحالية وفي 2013، طالب ترامب من الرئيس الامريكي آنذاك "باراك أوباما" أن يتجنب المشاركة في الحرب الأهلية في سورية، كما تعهد كمرشح بمنع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة، مقترحا أنه سيحاول ترحيل آلاف اللاجئين السوريين الذين تم السماح لهم بالدخول إلى الولاياتالمتحدة تحت إدارة أوباما. وقد أصدر ترامب قراراً بمنع جميع المواطنين السوريين من الدخول إلى الولاياتالمتحدة، ثم أصدر قراراً تنفيذيا ثانياً بحظر السفر إلى الولاياتالمتحدة بعدما أفشل القضاء قراره الأول بإصداره العديد من الأحكام بوقف أو تعليق تنفيذه. واقترح ترامب أحيانا إنشاء مناطق آمنة في سوريا وحولها لحماية السكان الضعفاء. وقال السفير الامريكى لدى الاممالمتحدة نيكي هالى، فى مقابلة مع شبكة سى ان ان الأمريكية، أن اللاجئين السوريين لا يريدون فى النهاية العيش خارج وطنهم. "لا نريد أن نذهب إلى أمريكا" وقال معظم اللاجئين السوريين الذين يعيشون في لبنان (1.2 مليون لاجيء) بمخيمات غير شرعية إنهم لا يستطيعون البقاء على قيد الحياة على المساعدات التي يتلقونها، ولا يحلمون بأمريكا، بل إنهم يمشون عبر الحدود إلى سوريا ويعودون إلى ديارهم. وقال إبراهيم، وهو لاجئ من بلدة القصير السورية يعيش الآن في مخيم كيترميا في لبنان، إن عمل ترامب في سوريا أعطى له بصيصا من الأمل، مضيفا أنه يأمل في أن تساعد هذه الضربة الامريكية في اقامة حظر جوي في سوريا، وربما العودة الى وطنهم. وأكد إبراهيم أنه يأمل في أن يساعدهم ترامب على العودة الى ديارهم ، مؤكداً ان اللاجئين لا يرغبون في الذهاب الى امريكا وأنها ليست من أولوياتهم. وأبدت وفاء - 50 عاما – وهي لاجئة من حمص تعيش في خيمة في وادي البقاع اللبناني، تشككها في الضربة الامريكية، موضحة أن "ترامب منعنا من دخول امريكا والان تعاطف معنا ؟".