تعتبر زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى البيت الأبيض، اليوم الاثنين، أول زيارة يقوم بها رئيس الدولة المصرية منذ عام 2009، وهو ما يقترب من دهر بالنسبة للحياة السياسية التي شهدت اضطرابات متلاحقة في مصر، وفقا لما ذكره الكاتب إيشان ثارور في تقريره التحليلي حول زيارة الرئيس السيسي الأولى للبيت الأبيض بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية. يقول الكاتب في مقاله بعنوان "رجل الشرق الأوسط المفضل إلى ترامب يأتي إلى أمريكا اليوم، إنه على الرغم من أن الرئيس ترامب يشتكى في الغالب من كيفية انقطاع بقية العالم عن الولاياتالمتحدة، فقد كان دائما يصف السيسي بالثناء". ولهذا من السهل أن نفهم سر إعجاب ترامب بالسيسي، حيث إن ترامب يراه رجلا قويا كلاسيكيا في الشرق الأوسط يتكلم بحزم عن الإسلام الراديكالي ويدعم الاستقرار في منطقة تعاني من الفوضى. وفي خطاب ألقاه السيسي عام 2015 في جامعة الأزهر حول ضرورة إحداث "ثورة دينية" داخل الإسلام لمواجهة المتطرفين، حاز على استحسان من مجموعة من المرشحين الجمهوريين للرئاسة حينها بما فيهم دونالد ترامب. وفي أغسطس الماضي، أشاد ترامب ب "السيسي" بصفته شخصا يعترف بضرورة إطفاء "أيديولوجية الموت" التي يروج لها الإرهابيون. كان السيسي وترامب التقيا في نيويورك في سبتمبر الماضي، ونقل ترامب أن إدارته "ستكون صديقا مخلصا وليس مجرد حليف للسيسي". وكان الرئيس المصري أول زعيم أجنبي يهنئ ترامب بعد فوزه في الانتخابات التشريعية في نوفمبر الماضي. واعتبر الكاتب أن كل ذلك يشير إلى تغير حاد في شكل العلاقات الأمريكية التي كانت فاترة في عهد الرئيس السابق أوباما، كما اعتبر المسئولون في الإدارة أن الاجتماع سيكون فرصة "لإعادة إعمار" العلاقات بين واشنطن والقاهرة والحديث عن مكافحة الإرهاب. وسيسعى المسئولون المصريون خلال الزيارة للحصول على ضمانات بأن الولاياتالمتحدة سوف تواصل وتوسع مساعداتها العسكرية والاستثمارات الأخرى، ومن المرجح أيضا أن يضغطوا من أجل تسمية جماعة الإخوان المسلمين إرهابية في الولاياتالمتحدة. من جانب آخر، نقل الكاتب عن المحلل السياسي إريك تريجر أنه يجب على ترامب أن يضغط على السيسي بشأن تعاون مصر الأخير مع روسيا. كان تريجر قال في مقال سابق في صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن فرصة ترامب لعقد "صفقة جيدة" مع السيسي قد تكون خلال لقاء يوم الاثنين، "لكن اذا لم يتنازل السيسي عن علاقات بلاده المتعمقة مع روسيا أو محاكمة الأميركيين أو وضع أولويات المساعدات العسكرية فإن ترامب سيضيع أفضل فرص الولاياتالمتحدة منذ سنوات". وقال الكاتب، إن البيت الأبيض لن يقدم أي كلمات ناقدة لمصر بعد الآن، وهو ما يعمق مخاوف وقلق المعارضة مصر، حيث أشار وائل اسكندر، الصحفي اليساري والمدون المصري، في مقابلة مع موقع بازفيد الأمريكي: أن خطر ترامب ليس في الإجراءات التي يتخذها ولكن في الخطاب الذي ينشره ورد فعل الشعب عليه.