يعد معتقل جوانتانامو في القاعدة البحرية الامريكية في كوبا رمزا لتجاوزات الحرب على الارهاب التي شنتها إدارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش. وقد مر على هذا المعتقل 799 رجلا وفتى منذ فتحه في 11 يناير 2002، جاءوا من حوالى ثلاثين بلدا واعتقل غالبيتهم في افغانستان في 2001 بتهمة الانتماء الى حركة طالبان او تنظيم القاعدة. ومنذ بداية العمل في هذا المعتقل، نشرت صور الاقفاص المكشوفة التي وضع فيها ال23 معتقلا الاوائل بلباسهم البرتقالي والاكياس السوداء على رؤوسهم، في جميع انحاء العالم. وفي مايو 2002 تم وضع معتقلين في زنازين انفرادية في سجن مبني. ثم تم بناء العديد من المباني الاضافية على طراز السجون الفيدرالية الامريكية ذات الاجراءات الامنية المشددة. ولا يخرج المعتقلون من الزنزانات المضاءة باستمرار سوى لمدة ساعتين يوميا للاستراحة في فضاء أوسع بقليل. ويرتدي أخطر المعتقلين زيا برتقالي اللون اما غالبيتهم فيرتدون زيا لونه بيج بينما خصص اللون الابيض للاكثر تعاونا. أما المعتقلون الذين تعلن وزارة الدفاع او المحاكم الفيدرالية انه يمكن الافراج عنهم فإنهم يوضعون عادة في مبنى آخر من السجن مخيم لجويانا الذي يضم مبيتات وقاعة جماعية للطعام. ولا يفصل عن هؤلاء سوى المضربين عن الطعام. ويعرف معتقل جوانتانامو ايضا بقاعات الاستجواب حيث يلتقي المعتقلون في كل يوم محققين امريكيين مختلفين. وقال عدد من المعتقلين السابقين انه كان يتم إخضاعهم لعمليات استجواب وسوء معاملة وحتى تعذيب من خلال الحرمان من النوم والتعريض لدرجات حرارة قصوى وأصوات موسيقى صاخبة والتقييد في أوضاع غير مريحة لساعات. وروى العديد منهم كيف كان الحراس يمنعونهم من أداء الصلاة ويقومون باستمرار بعمليات تفتيش مهينة او يشتمونهم. وكان أحد هؤلاء المعتقلين الجزائري مصطفى ايت ايدير 38 عاما تحدث عن قصة احتجازه التي استمرت سبعة اعوام مؤكدا ان الشيطان نفسه لا يستطيع ابتكار مثل هذا المعتقل. وقاعدة جوانتانامو البحرية التي تضم المعتقل، فهي تقع داخل جيب امريكي تبلغ مساحته 117 كيلومترا مربعا في جنوب شرق جزيرة كوبا على بعد حوالى الف كلم عن العاصمة الكوبية هافانا. وكانت القاعدة لا تضم سوى 500 عسكري قبل إقامة معسكر الاعتقال فيها. وقد ارتفع عدد عناصرها الى نحو 750 عسكريا و2500 اجنبي معظمهم من الفلبين وجامايكا يعملون خاصة في المعتقل. ويعيش ثلاثة مهاجرين كوبيين ايضا في القاعدة. وتخلت كوبا عن جوانتانامو للولايات المتحدة في 1903 كعربون شكر على المساعدة التي قدمتها لها خلال الحرب ضد الإسبان. وفي 1934 تم التوقيع على اتفاقية بين البلدين تؤجر فيها كوبا القاعدة للولايات المتحدة مقابل خمسة الاف دولار سنويا. وبموجب النص لا يستطيع اي طرف نقض الاتفاقية من جانب واحد. ومنذ 1960 ترفض كوبا تلقي بدل الايجار السنوي الذي تدفعه الولاياتالمتحدة. وهي تطالب باسترداد هذا الجيب الامريكي في أراضيها. وتعيش هذه القاعدة في شبه اكتفاء ذاتي. فهي تولد الكهرباء الخاصة بها وتملك محطة لتحلية مياه البحر ويتم تزويدها بالمؤن عن طريق البحر من جاكسونفيل في ولاية فلوريدا جنوب شرق الولاياتالمتحدة.