محمود عبدالسميع، رئيس مهرجان جمعية الفيلم.. المخرج الراحل والسيناريست عاشق للصورة السينمائية، التى أعطته لقب مدير التصوير، فأبدع فى أفلامه، يمثل رأفت الميهى بالنسبة له قيمة كبيرة ويعتبره من قدمه لعالم الصورة السحرى من خلال أول أفلامه حياة جديدة، وأسطورة من البحر، يحمل ذكريات فنية يؤرخ لها فى عمل إبداعى، صاحب مشاهد الجن فى فيلم التعويذة للنجم محمود ياسين، رسم صورة فنية شديدة الصعوبة بفيلم الجوع، عبرت كاميراته عن الحياة الاجتماعية للشعب المصرى، واعتبرها مصدر إبداع ووسيلة تواصل فنية كما أنها تتيح الارتباط بالآخر والاندماج داخل المجتمع، ووثيقة تاريخية مع مرور الزمن، وقبل أن نخوض معه فى إبداعه السينمائى، نتعرف على الجديد فى مهرجان الفيلم الذى انطلق بدار الأوبرا المصرية ويستمر حتى 4 فبراير تحت شعار «نحو سينما مصرية مصرية». ما الجديد فى مهرجان جمعية الفيلم فى دورته ال43؟ - مهرجان جمعية الفيلم له صبغة سينمائية مختلفة عن بقية المهرجانات، وله خصوصية خاصة، وحاولنا فى هذه الدورة إطلاق مبادرة لتخليد اسم الناقد السينمائى أحمد الحضرى، وإحياء لذكراه، قررت إدخال تعديل فى لائحة المهرجان، حتى يتيح منح جائزة فى النقد السينمائى للشباب تحمل اسم أحمد الحضرى. ما عدد الأفلام المشاركة فى المهرجان؟ - نظراً لتقليص الإنتاج فى السينما المصرية، وقع الاختيار على ثمانية أفلام فقط، تتنافس على جوائز المهرجان السنوى ال43 للسينما المصرية، من بين إجمالى الأفلام التى عرضت تجارياً عام 2016، وهى وفقاً لترتيب تاريخ العرض التجارى: «نوارة» إخراج هالة خليل، و«قبل زحمة الصيف» إخراج محمد خان، و«هيبتا» إخراج هادى الباجورى، و«من 30 سنة» إخراج عمرو عرفة، و«اشتباك» إخراج محمد دياب، و«الماء والخضرة والوجه الحسن» إخراج يسرى نصر الله، و«زى عود الكبريت» إخراج حسين الإمام، و«يوم للستات» إخراج كاملة أبوذكرى. لجان التحكيم لها دور كبير فى اختيار الأفلام.. فكيف يتم اختيار أعضائها؟ - الساحة السينمائية مليئة بأسماء لها باع طويل فى التحكيم والعمل والنقد السينمائى وتنوعها أمر مهم، واختير الدكتور سمير سيف رئيساً للجنة التحكيم، وعضوية السيناريست عاطف بشاى، والناقد طارق الشناوى، والموسيقار راجح داوود، والفنانة سهير المرشدى، والمونتيرة صفاء الليثى، والمخرج أحمد عواض رئيس صندوق التنمية الثقافية، ورمسيس مرزوق مدير التصوير، والمخرج هاين لاشين، والناقدة ماجدة خير الله، والناقد مجدى الطيب، وأسامة عبد الفتاح ومهندس الديكور محمود محسن، والنقاد محمد عاطف. كل عام نشاهد أسماء يتم تكريمها فى معظم المهرجانات.. هل انفرد المهرجان بأسماء لم تنل التكريم اللازم من المهرجانات الأخري؟ - نبحث دائما عن القيمة الإبداعية، ومصر زاخرة بالمبدعين فى جميع عناصر العمل السينمائى، وأردنا فى المهرجان رد الجميل للكاتب والسيناريست الكبير صبرى موسى الذى أمتعنا بأعماله السينمائية التى أصبحت علامة مميزة فى تاريخ السينما العربية، ولكونه أديبا فكتب سيناريوهاته بإبداع خاص انفرد به، ويكرم عن مشواره الطويل فى الابداع، خاصة وأنه كان من ضمن مجموعة البداية فى إطلاق المهرجان عام 1975. والمخرج حسن ابراهيم مخرج فيلم «البيه البواب»، والفنانة سهير المرشدى، وعبدالعزيز مخيون، وشفيع شلبى، والناقد محمود قاسم، وضيف شرف المهرجان الفنان محمود حميدة. لماذا لا تدعم وزارة الثقافة مهرجان جمعية الفيلم ووضعه فى مقدمة المهرجانات؟ - نأمل أن ينال المهرجان اهتماما خاصا من وزارة الثقافة وزيادة الدعم حتى نستطيع أن نفعل بعض أنشطته السينمائية، فنحن نعمل بأقل الإمكانيات. هل تراجعت هوية المهرجان وأصبح مثل كل المهرجانات السينمائية التى تقام على أرض مصر؟ - ما زال المهرجان يحتفظ بهويته وله مكانة خاصة لدى السينمائيين، وأنشطته مستمرة وأعتبره مهرجانا تثقيفيا، ولكنه يحتاج لإمكانيات كبيرة. بعيداً عن المهرجان وعودة لإبداعك وعشقك للصورة السينمائية نريد أن تلقى الضوء على ذكرياتك مع الصورة السينمائية؟ - الصورة كانت تراودنا وأنا صغير، وكنت أشاهد الأفلام أكثر من مرة وأصفق لمدير التصوير الذى أعتبره بطلاً حقيقياً فى نجاح الأفلام، وذكرياتى تأخذنى للسيناريست رأفت الميهى الذى عملت معه أول أعمالى، وكان فيلماً روائياً قصيراً حمل اسم حياة جديدة، وأعتبر اسم الفيلم «بدايتى الحقيقية»، وقدمت أيضاً فيلم «أسطورة من البحر» لرأفت الميهى، وتخوفت من مشهد صورته لامرأة خرجت من البحر عارية، وقلت فى نفسى الفيلم ترفضه الرقابة ولم ير النور، ولكن الميهى أصر على التصوير وانتهاء الفيلم، وعرضه بعد ذلك على الرقابة، واعتبر الميهى هو من فجر إبداعى السينمائى، وأثناء تصويرى لفيلم للحب قصة أخيرة، كان محركا للممثلين ويمثل معهم حتى يتقنوا أدوارهم، وذات يوم تأخرت عن التصوير، وعند حضورى كان يحرك الكاميراً يميناً وشمالاً ويصور مشهداً من الفيلم، وأصعب المشاهد فى الفيلم، مشهد المولد للفنان يحيى الفخرانى والفنانة الراحلة معالى زايد، وهما فى طريقهما ل«المقام» للمطالبة بالشفاء. فيلم الجوع.. يشكل صورة فاضحة، وللمشاعر الإنسانية المتصارعة بين الخير والشر وهو تقليد للفتوة فى الأحياء المصرية القديمة؟ كيف وظفت المشاهد من خلال الصورة؟ - فيلم الجوع من أصعب الأفلام التى صورتها للسينما وأخذ منى مجهودا يفوق مائة فيلم ولكن استمتعت بأداء الفنانة الراحلة سعاد حسنى، والفنان الراحل محمود عبدالعزيز، وعبدالعزيز مخيون، وجميع الفنانين، كتبه مصطفى محرم قصة الكاتب العالمى الراحل نجيب محفوظ وإخراج على بدرخان. وقرأت السيناريو أكثر من مرة ووضعت دور كل شخصية أمامى حتى استطعت أن أنجز العمل، ويخرج بالشكل الجميل الذى شاهدناه، فهو فيلم لا يسقط من الذاكرة. «التعويذة» والعوامة 70 فيلماً لهما بصمة فى السينما ما تعليقك؟ - الأفلام التى عملت بها كلها علامة بارزة فى السينما، والتعويذة اعتمد على بعض الخيال، خاصة مشهد الجن، وأحتاج إلى إضاءة خاصة، وتمكنت من ظهور الجن بشكل مختلف عما نشاهده، وهذا الفيلم اعتبره النقاد من أفلام الرعب ممزوجا بالكوميديا، بطولة: محمود ياسين ويسرا وتحية كاريوكا. أما فيلم العوامة 70 لأحمد زكى، وكمال الشناوى وماجدة الخطيب وإخراج خيرى بشارة وسيناريو وحوار فايز غالى، وكانت المساحات ضيقة جداً، وحاولت استخدام الكاميرا المحمولة حتى أنجح فى تصويره، وأعتمد على الطبيعة ووظفت الظل والصورة لتوضيح فكرة الفيلم. هل بداياتك فى السينما التسجيلية.. ساعدت فى تصوير الفيلم الروائي؟ - بشكل كبير السينما التسجيلية مدرسة للتصوير بكل أبعادها، والكاميرا فيها لها وظيفة فنية ضرورية، ففى فيلم البطل محمد عبدالعاطى صائد الدبابات الشهير فى حرب أكتوبر، صورته بإحساسى، ووثقت الكاميرا فى المعركة من يوليو 1969 إلى ما بعد انتصار أكتوبر 73 وهذا الفيلم به فنيات عالية جداً، وبه ابتكارات تصويرية مبهرة. وفيلم «مدفع 8» إنتاج 1971 ،وهذا العمل تم تصوير على «عود كبريت» و«وابور جاز»، والفيلم كانت الإضاءة هى البطل، وأعترف بأن التسجيلى معلمى الأول للسينما. ما رأيك فى التجارب الشبابية الجديدة؟ - جيدة ومنها تجارب تستحق التقدير، والبعض الآخر يحتاج لمجهود حتى يخرج فى أحسن صورة.