يعد أخطر ما تضمن مشروع روسيا المقترح للدستور السورى هو نزع الهوية العربية عن سوريا بتغيير اسمها من الجمهورية العربية السورية الى الجمهورية السورية ، و ادخال اللغة الكردية لغة رسمية بجانب اللغة العربية، ورغم مرور اقل من اسبوع عن اعلان روسيا مشروعها فى مفاوضات استانا الجارية، الا ان الجامعة العربية لم يخرج عنها اى رد فعل حول المبادرة الروسية إما الرفض وإما القبول. وتعاملت الجامعة مع الاعلان الروسى بحالة من الصمت المريب ، وفسرت مصادر مطلعة بالجامعة العربية موقف الجامعة، بأن الامين العام أحمد أبوالغيط أكد مرارًا وتكرارًا على عدم المساس بهوية سوريا وأراضيها خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب الماضى والقمة العربية ال27 التى عقدت فى نواكشوط. وقال "المصدر": يجب ألا تتهم الجامعة العربية بالتفريط فى عروبة سوريا وهويتها ،وأضاف أن سوريا عربية، واشار الى ان المسودة الروسية ليست ملزمة فهى مجرد اقتراح وأوراق تم طرحها على طاولة المفاوضات للنقاش فقط والكلمة الاولى والاخيرة للسوريين انفسهم، وأكد المصدر الدبلوماسى أنه غير مقبول ان تتدخل روسيا فى شئون سوريا وليس من حقها ان ترسم خريطة الطريق للسوريين وان وجودهم فى سوريا لهدف محدد هو محاربة الجماعات الارهابية المسلحة، ودورها ينتهى عند هذا الحد. بينما أكدت مصادر دبلوماسية أن صمت الجامعة العربية تجاه المسودة الروسية نتيجة طبيعية بعد ان تم تجاهلها فى مفاوضات استانا ولم تدعُ للمشاركة فى المفاوضات حتى ولو بصفة مراقب كما ان الجامعة العربية لم يكن لها دور فعلى وحقيقى على الارض مع بداية الازمة السورية وان موقفها تجاه المعاناة السورية وازمة اللاجئين والمشردين والمجازر التى ارتكبت فى حق الابرياء كان فى حدود كلمات الادانة والشجب والاستنكار ، فتحول الملف السورى من ملف عربي الى ملف أممى حتى ان الجامعة العربية لم تتمكن من تعيين مبعوث عربى لادارة الازمة السورية على غرار مبعوث الاممالمتحدة دى ميستورا فى الوقت الذى تمكنت الجامعة العربية من تعيين مبعوث للجامعة فى اليمن وارجع المصدر الدبلوماسى ذلك لوجود خلافات عربية فى وجهات النظر بشأن انهاء الصراع السورى، فالسعودية وقطر موقفهما ثابت من بشار الاسد يريدان الاطاحة به، مؤكدة ان انهاء الازمة يتطلب التخلص من الاسد، بينما مصر والامارات وبعض الدول العربية الاخرى ترى ضرورة الابقاء على الاسد فى هذة المرحلة الانتقالية والتوصل لتسوية سياسية يكون الاسد جزءًا مهمًا فيها، واشار المصدر الدبلوماسى ان هذا التباين الواضح فى الرؤى العربية حول سوريا اضعف الجامعة العربية وجعلها غير قادرة على اتخاذ موقف محدد من الازمة السورية والتعامل مع المشكلة السورية بحظر الامر الذى جعل دورها باهتًا وغير موجود، رغم مطالبة الامين العام احمد أبوالغيط المجتمع الدولى مشاركة الجامعة فى المفاوضات ولعب دور ايجابى يصب فى صالح سوريا. واشار المصدر الدبلوماسى إلى ان المسودة الروسية تتضمن لغمًا اخر يتمثل فى امكانية تغيير حدود واعادة ترسيم سوريا عن طريق الاستفتاء الشعبى، وهو ما قد يؤدى بالفعل الى تقسيم روسيا الى مناطق كردية وشيعية وسنية على اطراف النزاع وهو ما يجب التصدى له فسوريا دولة عربية ليست ملكًا لاطراف النزاع يقسمونها كيفما يريدون بل هى ملك للوطن العربي.