ابتسم القدر للجابون، لتستضيف للمرة الثانية في تاريخها النسخة 31 من بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، وهي البطولة الرئيسية لمنتخبات الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، حيث كان من المقرر أن تجرى هذه النسخة في ليبيا لكن تم سحب شرف تنظيم البطولة منها بسبب الأوضاع الأمنية في البلاد. فازت الجابون بشرف تنظيم الدورة يوم 8 أبريل من العام الماضي 2015 في القاهرة، ويحل 15 منتخبًا هي الأفضل في القارة ضيوفًا على أرض الجابون جميعها تتنافس على لقب البطولة ويأمل كل منهم أن يصبح بطل هذه النسخة ويتأهل مباشرة إلى كأس القارات 2017 في روسيا. الجابون استضافت من قبل الأميرة الإفريقية في 2012 برفقة غينيا الاستوائية، وكانت أفضل نتائج لمنتخب الجابون في تاريخ البطولة هو التأهل من دور المجموعات عامي 1996 ومؤخرًا في 2012، وقتها حقق الجابون 3 انتصارات تاريخية في دور المجموعات أمام تونس والمغرب والنيجر، وتأهلت إلى دور الثمانية، لكنهم خسروا أمام مالي بركلات الترجيح وغادروا البطولة. لكن الجابون هذه المرة تدخل البطولة كمنظم بمفردها وبطموحات مختلفة حيث تحمل الجماهير أنطونيو كاماتشو، المدير الفني للمنتخب الجابوني هذه المرة مهمة إحراز لقب البطولة للمرة الأولى في تاريخهم. أنطونيو الذي تولى قيادة منتخب الجابون مطلع شهر ديسمبر الماضي خلفًا للبرتغالي جورج كوستا، الذي رحل قبل شهرين من البطولة بسبب سوء النتائج في التصفيات المؤهلة لكأس العالم حيث تعادل الجابون مع المغرب ومالي في الجولتين الأوليين. ويملك كاماتشو سجلًا تدريبيًا مميزًا، فهو مدرب المنتخب الإسباني السابق وله خبرة كبيرة في إدارة المنتخبات الوطنية، ولم يرتبط كاماتشو بأي فريق منذ إقالته من تدريب منتخب الصين في 2013 لكنه عاد للتدريب لقيادة الجابون. ووضعت القرعة الجابون على رأس المجموعة الأولى كما هو المعتاد مع مستضيف البطولة، وخدمتها كثيرًا القرعة حيث وضعت معها منتخبات الكاميرونوغينيا بيساو وبوركينا فاسو، وهي المجموعة الأسهل نسبيًا في البطولة، ويرشح لها أصحاب الأرض للتأهل برفقة المنتخب الكاميروني وستكون المنافسة شرسة بينهما على صدارة المجموعة. وضم كاماتشو 23 لاعبًا لقائمة منتخب الجابون أغلبهم من المحترفين باستثناء لاعبي حراس المرمى: ديدييه اوفونو (اوستندي) انطوني مفا ميزوي (ميتز) ستيفان بتسيكي موتو (مونانا). وفي خط الدفاع: برونو ايكويل مانجا (كارديف سيتي) يوان واشتر(لورين الفرنسي)، جوهان سيرج اوبيانج (لا بريتشون شاتورو) بنيامين بارفيت زي اندو (وفاق سطيف)، لويد بالون (نيس) أندريه بوكو (كارديمير سبور)، أرون أبيندانجوي (إيفيان)، فرانك أوبامبو (توكانيز). وفي خط الوسط: ميرلين تانديجوكورا (بورت جينتيل)، ديدييه ابراهيم ندونج (سندرلاند)، سامسون مبينجوي (مانجاسبورت)، ماريو ليمينا (يوفنتوس)، سيريجي ناجوالي، ليفي كليمو ماديندا (سيلتا فيجو) ، جيلور كاكو (ريد ستار). وفي خط الهجوم: بيير إيميريك أوباميينج (بروسيا دورتموند)، ماليك إيفونا (تشانجي)، دينيس بوانجا (تور)، سيرجي أنجوي (أونياو ليريا)، إيدريك أوندو. ولعل أهم عناصر المنتخب الجابوني ومصدر خطورته، تكمن في رأسي الحربة القويين أوباميينج، الهداف المميز ومطمع أكبر الأندية في العالم، وماليك إيفونا لاعب الاهلي والوداد السابق، والذي تعرفه القارة الإفريقية بشكل كبير وتعول عليهما الجابون كثيرًا في إحراز الأهداف وقيادة المنتخب للأدوار النهائية. كذلك الأمر في خط الوسط القوي الذي يقوده الثلاثي الأوروبي القوي ديدييه ندونج لاعب وسط سندرلاند الإنجليزي وماريو ليمينا لاعب يوفنتوس الإيطالي، وليفي ماديندا. ومن المنتظر أن يستهل الجابون مشواره في البطولة من خلال المباراة الافتتاحية أمام غينيا بيساو بحضور 40 ألف متفرج على ملعب دانجونج، بعد حفل الافتتاح يوم 14 يناير المقبل، ثم يخوضون مواجهة قوية أمام بوركينا فاسو في 18 يناير، ويختتم مواجهاته في المجموعة بمواجهة صعبة أمام الكاميرون يوم 22 يناير.