أوصى تقرير تضمن بيانات تحليلية للخط الساخن لعلاج الإدمان (16023) التابع لصندوق مكافحة وعلاج الادمان حول نشاطه فى الفترة الماضية بضرورة التصدي الحاسم لتداول عقار "الترامادول"، من النواحى التشريعية والأمنية والاجتماعية حيث اكدت نتائج الحصر الذى أجرى على مكالمات الخط الساخن أنه يأتى على رأس المواد المخدرة المتداولة في مصر في الفترة الاخيرة بنسبة 38 فى المائة . وتعتبر البيانات التحليلية للخط الساخن لعلاج الإدمان مؤشرا مهما لتفاعل المجتمع مع قضية المخدرات بمختلف جوانبها، ومدى اهتمام الشرائح الاجتماعية بهذه المشكلة بدءا من الوقاية الأولية والاكتشاف المبكر مرورا بمرحلة العلاج والتأهيل . وحذر التقرير من خطورة تداول عقار الترامادول والذى احتل المرتبة الاولى بين المواد المخدرة بالنسبة للشباب يليه التعاطى المتعدد بنسبة 35 فى المائة، والحشيش بنسبة 9 فى المائة ثم الهيروين بنسبة 8 فى المائة . واشار إلى أن نسبة 100 فى المائة من الحالات تدخن السجائر، من بينهم 2ر23 فى المائة يدخنون أكثر من40 سيجارة يوميا وتأتى النتائج لتضيف ملمحا مهما عن خطورة السجائر بوصفها من المواد النفسية التى تمثل البوابة، التى تساهم فى اقتحام عالم تعاطى المخدرات الأكثر خطورة وهو ما أشارت إليه العديد من البحوث والدراسات. وكشف التقرير عن وجود انحسار كبير لدور الأسرة في مواجهة مشكلة التعاطى بدءا من الوقاية الأولية إلى الاكتشاف المبكر حيث أوضحت النتائج أن 58 فى المائة من المدمنين يعيشون مع أسرهم، فى حين كان الأبوان منفصلين بنسبة 1ر7 فى المائة فقط من حالات المترددين على الخط الساخن. وذكر أن بيانات الحالة الاجتماعية للوالدين جاءت مخالفة للتوقعات ونتائج الدراسات السابقة، التى تشير إلى أن انفصال الزوجين أحد العوامل الأساسية المفسرة لتعاطى الأبناء وهى نتيجة يمكن تفسيرها من خلال تصور أن وجود الآباء فى كثير من الحالات أصبح يقتصر على الوجود الجسدى والوجود المالى فى حين غاب نسبيا الوجود النفسى والتربوى للوالدين ..مؤكدا أهمية وجود الوالدين كعامل وقاية من الوقوع فى براثن التعاطى، فقد بينت النتائج أن 9ر34 من المترددين على الخط الساخن يعانون من وفاة أحد الوالدين أو كليهما.