كل يوم يخرج علينا نائب من نواب مجلس الشعب بطلب ما أنزل الله به من سلطان، مسببين أزمات فى الشارع المصرى لا أحد يعلم ما الهدف منه، فبعد مرور أقل من شهرين على طلب النائب إلهامى عجينة بإطلاق حملة لكشف العذرية على الطالبات داخل الجامعات بشكل دورى قائلاً: «ينبغى أن تقدم كل بنت مستنداً رسمياً عند تقدمها للجامعة بأنها آنسة، من أجل القضاء على ظاهرة انتشار الزواج العرفى فى مصر».. بعد هذه الفضيحة، تأتينا تصريحات النائب البرلمانى أبو المعاطي مصطفى، والتي طالب فيها بمعاقبة الأديب المصري العالمي الراحل نجيب محفوظ، ومعاقبة صناع السينما ، التي نقلت أعمال محفوظ للشاشة الكبيرة بتهمة خدش الحياء.. مما أصاب المشهد الثقافى بالدهشة والانزعاج. ومن هذا المنطلق، طالب مثقفو مصر متمثلين فى جبهة الإبداع المصري، القيادة المصرية بسرعة العمل عبر الحكومة ووزارة الثقافة بالتعاون مع صناع الرأي لإنتاج ميثاق وطني للإبداع المصري يكفل حماية التراث وحرية الإبداع وإزالة كل معوقات تحول دون تفعيل القوى الناعمة لمصر حتى يتبوأ الوطن مكانته الأصيلة على خريطة الإنسانية، وتعود «مصر المصرية» عزيزة أبية بإبداع يعبر عنها ويعبُر بها إلى المستقبل، حيث الانتصار لمصر قبل نجيب محفوظ وبعده. جاء هذا من خلال البيان الذى أصدرته جبهة الإبداع، والذى جاء فيه إن إصرار بعض نواب البرلمان المصري على البحث عن نجومية زائفة عبر ادعاءات سطحية بالدفاع عن «أخلاقيات المجتمع»، بمنطق اجتزاء النصوص على طريقة «لا تقربوا الصلاة»، يعد أسلوباً تقليدياً للشهرة وما على شاكلته من أساليب يصطدم مباشرة بالأمل في صناعة وعي مصري حقيقي قادر على بناء الجمهورية الجديدة بعد ثورتين. وتابع البيان: «أما الانزعاج فمنبعه هو، انعكاس هذه الادعاءات البرلمانية، على قدرة المؤسسة التشريعية والرقابية للشعب، بما يحولها عن مسار دورها الرئيسي في إنتاج تشريعات وقوانين قادرة على حماية التراث المصري، والمنتج الحضاري الوطني، وإنتاج مناخ حر يدعم حرية الفكر والتعبير المؤهلة لمواجهة تحديات المصير في مواجهة تيارات عالمية تعزز الكراهية وتذيب الهوية وتكرس للجهل والدموية والعودة لعصور الظلام». وطالبت جبهة الإبداع، جموع المبدعين المصريين بتحمل مسئولياتهم التاريخية تجاه حماية الهوية المصرية بما أنتجته عبر تاريخ الوجود الإنساني. وفى تصريحات خاصة ل«الوفد» أكد الكاتب الدمياطى سمير الفيل: أن عدداً من الأدباء والمثقفين فى محافظة دمياط، أصدروا بياناً ، مطالبين فيه مجلس الشعب بمحاسبة ومساءلة حاسمة وسريعة لهذا العضو «الذى يناصر الفكر الإرهابى تحت قبة البرلمان»، وأنهم يعتبرون ما قاله «أبو المعاطى» داعماً للتطرف والإرهاب.. مما يستوجب مساءلته، وأضاف «الفيل»: أنه أثناء حفل تأبين الشاعر فاروق شوشة مساء 29 نوفمبر، والذى حضره عدد من المثقفين، تناولوا الأمر على محمل الجد، وأن الشاعر الدكتور عيد صالح أكد خلال التأبين أهمية تكاتف الأدباء والفنانين المصريين لصد الهجمة الرجعية التي تسللت لقبة البرلمان. يذكر أن النائب أبو المعاطي مصطفى، عضو مجلس النواب عن دائرة كفر سعد محافظة دمياط، كان قد طالب بمحاكمة الأديب العالمى نجيب محفوظ خلال جلسة للجنة التشريعية بالمجلس لمناقشة قانونين خاصين بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات رقم 58 لسنة 37، والمتعلق بقضايا النشر الخاصة بخدش الحياء العام، متهماً أديب «نوبل» بأن رواياته تخدش الحياء العام، وتهدر الفضيلة والآداب، ورد عليه المثقفون والأدباء المصريون بقوة، مطالبين في بيان رسمي بتقديمه للمحاكمة بتهمة الإساءة لرموز مصرية وازدرائها.