شهد المجتمع الاقتصادى حالة من الجدل الساخن بعد إعلان حكومة الجنزورى رغبتها فى الاقتراض من صندوق النقد الدولى . اتفق معظم الاقتصاديين أن الوضع الاقتصادى المصرى يلزم الحكومة بضرورة الاقتراض نظرا للتراجع الكبير فى احتياطى النقد الاجنبى ، وضعف السيولة المتاحة لدى الحكومة لتحقيق مطالب الثورة وإنعاش الاقتصاد . اختلف رجال الاقتصاد حول الجهات التى ينبغى الاقتراض منها ، فى الوقت الذى كشف فيه البعض أن ما أشيع عن شروط لدى صندوق النقد الدولى تخص الدعم وتتبنى تخفيض عدد موظفى الدولة غير صحيح . كان الدكتور عبد الشكور شعلان ممثل مصر والدول العربية فى صندوق النقد الدولى قد أدلى بتصريحات خاصة لبوابة الوفد " فى واشنطن خلال يونيو الماضى أكد فيها أن القرض الذى عرضه صندوق النقد الدولى على مصر خلال يونيو الماضى لم يتم تقييده بأى شروط خاصة بالدعم أو بتخفيض عدد موظفى الدولة . وأوضح إنه طلب من بعثة الصندوق الى مصر عدم وضع أى شروط خاصة بالدعم لإيمانه أنه لا يمكن المساس بالدعم فى الوقت الحالى . وقال إن رفض الحكومة المصرية للقرض البالغ قيمته 1،5 مليار دولار لم يكن متوقعا . ومن جانبه قال عمر مهنا الخبير المصرفى ورئيس غرفة التجارة الامريكية السابق لبوابة الوفد إن الاقتراض من صندوق النقد الدولى يمثل شهادة صلاحية للاقتصاد المصرى ويبعث برسالة تطمين للمؤسسات الاقتصادية الكبرى والمستثمرين الاجانب على قدرة الاقتصاد للعبور بمصر خلال المرحلة الانتقالية . أكد " مهنا " أنه لا صحة لربط قروض صندوق النقد والبنك الدولى بأى اشتراطات تخص الدعم واوضح أن صندوق النقد هو الجهة الاولى للاقراض فى العالم ، لذا فإنها الجهة المقرضة الاولى بالتوجه لها قبل أى جهة ، كما ان التعامل معها يعيد الثقة فى الاقتصاد الوطنى . على الجانب الآخر رفض الدكتور محمد النجار استاذ الاقتصاد بجامعة بنها التوجه للاقتراض من صندوق النقد ، وقال إنه يفضل الاقتراض من الصين او الدول العربية عن البنك الدولى والصندوق . وأشار الى أنه لا يرى عيبا فى الاقتراض فى ظل الظروف الحالية ، مع ضرورة وضع خطة عاجلة للتبكير بنقل السلطة الى جهة مدنية . وأكد " النجار " أنه لا يعتقد أن تقبل مصر أى مشروطيات تمثل تدخلا فى شئونها الخاصة . وقال إنه سأل الدكتور جودة عبد الخالق وزير التضامن الاجتماعى إن كانت مصر تواجه مأزقا ماليا فرد عليه بأن مصر تواجه نقصا شديدا فى السيولة . وفى رأى هانى قسيس عضو مجلس ادارة مجلس الاعمال المصرى الامريكى أن المشكلة اننا نتوجه الى صندوق النقد فى التوقيت " الخطأ " . وقال إننا رفضنا عرض الصندوق فى يونيو الماضى والآن نسعى اليه ونحن على وشك الإفلاس . وأشار الى ضرورة وضع خطط تنمية اقتصادية حقيقية وسريعة للخروج من الأزمة الاقتصادية ، مع الإسراع بنقل السلطة وتحقيق ثروات حقيقية .