اعتدنا رؤيتهن فى أبهى صورة تحت عدسات الكاميرات وأضواء الشهرة لكن كانت لحياتهن جانب آخر مؤلم حرصت بعضن على إخفائه وإبقائه سرا بعيدا عن الجمهور والمعجبين. خاض العديد من الفنانات المصريات والعربيات معركة شرسة ضد مرض سرطان الثدى ليحصلن على لقب "محاربات" عن جدارة بعضهن هزمن المرض والبعض الآخر انتصر هو عليهن ولكن ما يجمع بينهن هى السنوات الأخيرة من حياتهن حيث ضربن أحسن مثل على الإرادة والقوة وعدم الاستسلام أمام المرض وآلامه. وخلال شهر أكتوبر المخصص للتوعية بمرض سرطان الثدى، ترصد الوفد 9 فنانات وإعلاميات حاربن المرض.. شادية ولدت فاطمة أحمد شاكر (شادية) عام 1934م، بدأت مشوارها الفنى بدور صغير فى فيلم أزهار وأشواك عام 1974 قبل أن يكتشفها المخرج أحمد بدرخان لتنطلق بعدها فى مسيرتها الفنية الطويلة. علمت "شادية" بإصابتها بالمرض فى خلال عرض مسرحية "ريا وسكينة" ولأن اكتشاف المرض جاء متاخرا، قامت بإجراء عملية جراحية لاستئصال ثدييها بفرنسا لتعود وتعلن اعتزالها. ناهد شريف ولدت ناهد "سميحة زكى النيال" أو كماتعرف بناهد شريف بمحافظة بنى سويف وفى العشرينيات انتقلت إلى القاهرة بحثاً عن الشهرة، شاركت فى التمثيل ب60 فيلما. علمت ناهد بمرضها بينما لاتزال فى الثلاثينيات حيث سافرت لإجراء حراجة خطيرة بالسويد برفقة زوجها آنذاك، الذى استغل مرضها لجمع التبرعات من معجبيها والاستيلاء عليها، وبعد صراع دام ل 5سنوات مع المرض توفت ناهد 1981م تاركة خلفها ابنتها الوحيدة "لينا". ريم بنا مطربة وملحنة فلسطينية ولدت بمدينة "الناصرة" بالجليل عام 1966م، اكتشف ريم إصابتها بالمرض العام الماضى وعلى أثره أجريت جراحة خطيرة لاستئصال الورم ليعاود الظهور مرة أخرى بشكل أكثر شراسة. وتقول ريم بعد تضرر أوتارها الصوتية من مضاعفات المرض: "أنا الآن لا أستطيع الغناء .. ولا أعرف ماذا سأفعل في الفترة القادمة .. وكيف سأكمل رسالتي بعد فقدان سلاحي ومهنتي التي أملك .. وأيضاً مصدر رزقي الوحيد .. ما أعرفه جيداً .. هو أنني سأظل أقاوم وأجتهد لتحسين صوتي .. هذا طبعا يحتاج وقتا.. سأضطر أن أغير كل أسلوبي الغنائي ربما .. لأن صوتي أصلاً سيتغير .. ولا أعرف إن كنت سأنجح .. وكيف سيكون مسمعه .. لكنني سأستمر .. كفنانة .. كناشطة من أجل الحرية .. أو ربما سأتجه أيضا نحو التمثيل .. ذاك حلم حياتي الذي تمنيت أن يتحقق يوما.. أو لتقديم برنامج تلفزيوني ما على إحدى القنوات.. وللاستمرار في التطريز الفلسطيني والكتابة أيضا.. أو لا أدري .. سنفكر معا.. أو سأفكر وحدي.. وأعتذر منكم على ذنب لم أقترفه.. وأشكركم حقا على دعمكم ووقوفكم إلى جانبي". الإعلامية بسمة وهبة اكتشفت بسمة إصابتها بالمرض خلال سفرها لدبى للتوقيع على عقد تقديم برنامج على قناة "أو إس إن" وهذا ماكشفته خلال إحدى حلقات برنامج "أنا والعسل" مع نيشان. ويذكرأن بسمة قد انتصرت على المرض بعد صراع دام لسنتين مع المرض حيث استأصلت إحدى ثدييها وفقدت خلالهما شعرها وتساقطت رموشها بعد خضوعها للعلاج بالكيماوى. مها صبرى ولدت المطربة والممثلة زكية فوزى محمود الشهيرة ب "مها صبري" عام 1932م، بدأت رحلتها الفنية بدور فى فيلم "أحلام بنات" أمام رشدى أباظة لتطلق فى مشوارها الفنى الذى ضم 25 فيلمًا، حصلت خلاله على عدد من الجوائز. وتوفت مها صبرى 1989 عن عمر يناهز ال 57 على أثر تعرضها لسرطان الثدى الذى اكتشفت إصابتها به متأخرا مما جعلها تلجأ للأعشاب والأدوية البديلة ظنا منها أنها تمتلك القدرة على شفائها. هالة فؤاد تزوجت هالة من الممثل الراحل أحمد زكى وأنجبت أبنهما هيثم قبل أن تنفصل عنه وتتزوج من عز الدين بركات لتعلن بعد ذلك اعتزالها الفن، بعدها أصيب بمرض السرطان وسافرت إلى فرنسا لبدء رحلة العلاج ثم بعد عودتها للقاهرة اكتشفت برجوع المرض مرة أخرى. وتوفت هالة عام 1993م بينما لاتزال فى عمر الرابعة والثلاثين بعد أن اشتد المرض عليها نتيجة تأثر حالتها النفسية بشدة على أثر وفاة والدها المخرج أحمد فؤاد الأمر الذى كان له أبلغ التأثير على مقاومتها للسرطان. مديحة كامل ولدت بالإسكندرية عام 1948م، والتحقت بكلية الآداب قبل أن تتجه للسينما والأزياء. فوجئت بإصابتها بالمرض فى أوج شهرتها، وسافرت لتلقى العلاج بلندن ثم عادت وابتعدت تماما عن تناول الخمور والتدخين إلا أن المرض عاود الظهور مرة أخرى وعليه اعتزلت التمثيل عام 1995، وبعدها بسنتين أعلن زوجها وابنتها "ميرهان" نبأ وفاتها عن عمر يناهز ال 49 عاما. الممثلة الكويتية زهرة الخرجى اكتشفت زهرة إصابتها بسرطان الثدى عام 2005م لتسافر بعدها لتلقى العلاج بمستشفيات لندن بعد إجرائها عملية جراحية خطيرة بإحدى ثدييها، وفوجئت هذا العام بمعاودة المرض مرة أخرى. وخلال رحلتها مع المرض شاركت زهرة جمهورها ومتابعيها أصعب لحظاتها خلال وجودها بالمستشفى للمرة الثانية، مؤكدة على أنها ستظل تحارب السرطان ولن تدعه ينتصر عليها أبدا. المطربة نورا رحال ولدت فى دمشق عام 1973م، وأصيبت بسرطان الثدى عام 2007م وقد أدى اكتشافها المبكر له للتحكم به واسئصاله نهائيا. وتقول نورا: أشكر الله على كل شئ ولابد للإنسان أن يتمتع بالإرادة والعزيمة لمقاومة أى مرض أنا مقتنعة أن الله إذا أحب عبدا ابتلاه.
