فى الوقت الذى تتزايد فيه حدة المواجهات قى سوريا، يتلاشى الأمل فى إمكانية التوصل إلى حلول سلمية لهذه الأزمة المتفجرة منذ 8 أشهر . وقالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية إن الإضراب العام والاشتباكات المسلحة لا جدوى منها لأنها لن تسقط النظام السوري. وأشارت الصحيفة إلى أن كل المؤشرات تؤكد أننا نتجه نحو نزاع مسلح. وأضافت أنه فى ظل تشدد النظام والمعارضة فى مواقفهما، فإن إنهاء العنف عن طريق التفاوض السلمى أمر مشكوك فيه . وأشارت إلى أن تصريحات" برهان غليون" رئيس المجلس الوطني السوري المعارض لصحيفة ألمانية أمس بأن المعارضة لم تعد مستعدة للتفاوض مع "القتلة"، تؤكد أن الطريق أصبح مسدودا للحل السلمى، خصوصا أن النظام السورى لم يبد أى مرونة فى التفاوض، ويبدو أنه مصمم على مواجهة المظاهرات بالقوة. ورأت الصحيفة أن هناك على ما يبدو اتجاهين فى الإدارة السورية، أحدهما يميل الى القوة يمثله "ماهر الأسد" الشقيق الأصغر للرئيس "بشار"، وهو الأعلى صوتا تقريبا، والآخر يميل إلى المرونة والتفاوض ويمثله "بشار" نفسه . ونقلت الصحيفة عن مسئول فلسطيني مقيم فى بيروت ويتردد على دمشق وينتمي لحركة حماس التى تحظى بدعم سوريا، إن تنافسا ظهر بين الرئيس بشار الأسد وشقيقه الأصغر ماهر الذي يترأس الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة التي لعبت دورا في ملاحقة نشطاء المعارضة. إلا أن ذلك لا يرقى إلى حد الخلاف، بل إن الخلاف يمكن تسويته. وأكدت الصحيفة على أن المعارضة السورية، لا تملك الإمكانيات العسكرية الكافية التى تمكنها من مواجهة النظام، وبالتالى فإنه من غير المتوقع أن يوجه النظام السورى تحديا عسكريا حقيقيا بدون مساعدة غربية، ولا سيما أن الجيش السوري الذي يصل قوامه إلى 435 ألفا، أنفق العام الماضي ثلاثة مليارات دولار لشراء أسلحة روسية. إلا أن الصحيفة أكدت أن التقارير المتزايدة التي تتحدث عن الاشتباكات المسلحة، تشير إلى أن الانشقاق مستمر في صفوف الجنود للانضمام إلى وحدات تعمل بشكل مستقل أو تحت راية الجيش السوري الحر. إلا أن الجيش الحر يجد صعوبة في شراء الأسلحة لأسباب تتعلق بالأسعار الباهظة والعثور عليها.