وجهت دانيلا بليتكا خبيرة السياسة الخارجية والدفاعية فى معهد «أمريكان إنتربرايز» للدراسات انتقادات لاذعة لمقال نشره وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف في صحيفة نيويورك تايمز أمس الأول، حيث اتهم ظريف المملكة العربية السعودية برعاية الإرهاب السنى حول العالم، وردت عليه بليتكا بأن السعودية تتجه نحو الاعتدال بما يتناسب مع التوجهات العالمية، بينما إيران على الجانب الآخر هى «الأب الروحى للإرهاب المعاصر» على حد قولها، الذى لم يشمل فقط سوريا واليمن والعراقولبنان وفلسطين، بل عمدت إلى تمويل العمليات الإرهابية والاغتيالات للشخصيات العامة الدولية فى بعض دول أمريكا اللاتينية. ووصفت بليتكا ما فعلته صحيفة نيويورك تايمز بقولها «إنها فتحت بلكونة أو نافذة لموسولينى» فى إشارة للديكتاتور الإيطالى موسولينى حليف هتلر النازى أثناء الحرب العالمية الثانية، عندما تركت جواد ظريف يتحدث من خلالها محرضاً الإدارة الأمريكية ضد المملكة العربية السعودية، واستطردت بليتكا فى سرد الأمثلة التى تؤكد على دعم وتمويل إيران ليس فقط للعمليات الإرهابية، بل وزحزحة الاستقرار والسلام الاجتماعى بين السنة والشيعة فى كل من السعودية والبحرين والكويت، مؤكدة أن هناك تمثيلاً بارزاً للشيعة فى هذه الدول متفقاً عليه، دون إثارة للأزمات سوى على يد التدخلات الخارجية لإيران. يأتى الهجوم الإيرانى على المملكة العربية السعودية فى الوقت الذى قام الكونجرس الأسبوع الماضى، بالتصويت على مشروع قانون «العدالة ضد رعاة الإرهاب» الذى يقضى بتعويض المملكة العربية السعودية، لأسر ضحايا انفجارات 11 سبتمبر، وهو الأمر الذى أثار العديد من المتخصصين من بينهم دانيلا بليتكا نائب رئيس معهد أمريكان إنتربرايز للدراسات الخارجية والدفاعية، التى ردت على موقع المعهد أمس الأول أن إيران هى من كانت الراعي الرسمى للعناصر المنفذة لانفجارات 11 سبتمبر قبل وبعد التنفيذ، حيث كانت تمول وترعى تنظيم القاعدة مخطط ومنفذ الهجوم على البرجين والبنتاجون فى نيويورك. كما تناولت «بليتكا» بناء إيران للجيوش البديلة فى الدول العربية والشرق الأوسط، من أجل إثارة البلبلة وتهديد سيادة الدول على أراضيها ومقدراتها، أمثال جيش حزب الله فى لبنان، وبناء وتصدير الميليشيات المسلحة والمدربة إلى العراقوسوريا عن طريق ميليشيات الحرس الثورى الإيرانى ومنظمة قوة القدس وغيرهم ممن قتلوا آلاف الأبرياء فى شتى الدول العربية، وذكرت بليتكا أيضًا أن إيران كانت أحد الرعاة والشاهدين على تجارب كوريا الشمالية النووية وغيرها من الدول، مما يجعلها لا تستبعد احتدام سباق التسلح النووى فى الشرق الأوسط جراء الأفعال الإيرانية التى تسببت فى عدم استقرار المنطقة على حد تعبيرها. كما انتقدت بليتكا الاتفاق النووى الذى أبرمته إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما مع إيران مؤخرًا، واعتبرته «وبال الشؤم» على المنطقة والعالم على حد تعبيرها، موضحة أنه كان أحد الأسباب التى تستقوى بها إيران فى تدخلاتها وإثارتها للاضطرابات والحروب الأهلية فى اليمن وسورياوالعراقولبنان فى الطريق.