يعتبر يوم عرفة حدثًا عظيمًا تشهده الأمة الإسلامية والعربية بأكملها، ففي هذا اليوم يتباهى الله بأهل الأرض أمام أهل السماء فهم جاءوا من كل فج عميق يرجون رحمته وفضله ويخافون عذابه، كل ما يشغلهم هو رضا الله عليهم ومحبتهم. ويوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذى الحجة، وهو من أفضل الأيام عند المسلمين، فمع شروق شمس اليوم التاسع من ذي الحجة يخرج الحجاج من منى متوجهون إلى عرفة للوقوف بها، وهذا الوقوف يتحقق بوجود الحاج فى أي جزء من أجزاء عرفة فالوقوف بعرفة أهم ركن من أركان الحج فمن لم يقف داخل حدود عرفة فقد فسد حجه. سبب تسمية عرفة بهذا الاسم . تعددت الروايات حول تسمية عرفة بهذا الاسم، ولكن هناك روايتين هما الأكثر تأكيدًا الرواية "الأولى" أن سيدنا أدم التقى حواء بعد خروجهما من الجنة فى هذا المكان وتعارفا به لذلك سمي بهذا الاسم، والرواية "الثانية" أن سيدنا جبريل عندما طاف بالنبي إبراهيم ليريه مناسك الحج كان يقول له: اعرفت اعرفت؟ فكان يقول إبراهيم: "عرفت عرفت" ولهذا سميت بعرفة. وقت الوقوف بها ووقت الوقوف بعرفة هو من زوال شمس يوم عرفة إلى طلوع فجر اليوم التالي وهو أول أيام عيد الأضحى، ويصلى الحاج صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم بأذان واحد وإقامتين، ويستحب للحاج في يوم عرفة أن يكثر من الدعاء والتلبية وذلك لقول النبي محمد "خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير". ويبقى الحجاج في عرفة حتى غروب الشمس، فإذا غربت الشمس ينفر الحجاج من عرفة إلى مزدلفة للمبيت بها، ويصلي بها الحاج صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير، ويستحب للحاج الإكثار من الدعاء والأذكار، ويتزود الحاج بالحصى، ثم يقضي ليلته في المزدلفة حتى يصلي الفجر، بعد ذلك يتوجه الحاج إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى. فضل يوم عرفة فضل هذا اليوم كونه يقع فى الأشهر الحرم هذا وقد وردت أحاديث كثيرة تتحدث عن فضل هذا اليوم منها أن النبي محمد قال "إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي جاءوني شعثًا غبرًا" وأيضا قول الرسول الكريم "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة" كما أنه يعتبر الركن الأعظم للحج فقد قال رسول الله "الحج عرفة" . فضل صوم يوم عرفة وعن فضل صيام هذا اليوم المشهود قد أجمع العلماء على أن صومه أفضل الصيام، ففيه رفعة في الدرجات، وتكثير للحسنات، وتكفير للسيئات، كما يستحب الإكثار من الأعمال الصالحة من صلاة نفل وصيام وصدقة وذكر وغيرها في أيام عشر ذي الحجة عمومًا، وفي يوم عرفة على وجه الخصوص، ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، يعني أيام العشر قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء.. وأيضا قال النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة "أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعدها " فصوم ذلك اليوم يكفر ذنوب سنة مضت وسنة قادمة.