أسدل الستار على ماراثون شهر رمضان الدرامى لعام 2016، لا خلاف أن مؤشر الإنتاج هذا العام كان ضعيفًا، ولكن على مستوى الأفكار والتكنيك كان به طفرة كبيرة، تنافس هذا العام الكبار، وعلى رأسهم الزعيم عادل إمام بمسلسل «مأمون وشركاه» والساحر محمود عبدالعزيز بمسلسل «رأس الغول» ويحيى الفخرانى ب«ونوس» ومن جيل الشباب تألق محمد رمضان بمسلسل «الأسطورة»، و«دنيا وإيمى سمير غانم» فى المسلسل الكوميدى «نيللى وشريهان» وبالرغم من سطوع ولمعان عدد كبير من الأعمال الفنية كانت هناك أعمال درامية سيئة حصدت قدراً كبيراً من الهجوم واللعنات، ربما جاء ضعف المستوى بسبب التقليد ومحاولة استثمار نجاح قديم كما حدث مع صناع مسلسل «الكيف»، بطولة: أحمد رزق وباسم سمرة وربما بسبب السذاجة والاستسهال كما حدث فى مسلسل «صد رد» بطولة: على ربيع ولطفى لبيب، وفى هذا الموضوع نلقى الضوء على أبرز المسلسلات التى لم تحقق أى نسبة مشاهدة ولم يتابعها الجمهور، وقد فضلنا أن يكون هذا الرصد فى نهاية شهر رمضان حتى يكون الرصد موضوعياً ومحايداً، وحتى لا يتهمنا أحد بالاستعجال والتسرع فى الحكم. «صد رد».. وضع نجوم مسرح مصر فى ورطة لا أحد ينكر أن تجربة «مسرح مصر» التى رسم ملامحها النجم أشرف عبدالباقى حققت نجاحاً كبيراً وصنعت من الشباب المشاركين فيها نجوماً ومن أبرزهم على ربيع وأوس أوس، ولذا راهن عليهم عدد كبير من شركات الإنتاج ورأت أنه من المنطقى والطبيعى الدفع بهم فى أعمال تحمل توقيعهم ولذا رأينا تجربة مسلسل «صد رد» فى هذا العمل يلتقى مجموعة من النجوم الشباب، وهم: على ربيع ومحمد أسامة ومحمد عبدالرحمن ومحمد أنور. المسلسل من إخراج هشام فتحى، وتدور أحداثه حول ثلاثة شباب يقعون فى مشاكل يومية ويدفعهم سوء التفكير إلى تعقيد حياتهم، لم تبخل الشركة المنتجة على نجوم العمل، لكن من الصعب أن تلمس فى أحداثه كوميديا حقيقية، فالحوار يعتمد على إفيهات لفظية وحركية ساذجة، واستظراف نجوم العمل جعل المسلسل أشبه بإسكتش كوميدى متواضع المستوى، كشف المسلسل أيضًا عن ضعف أداء على ربيع الذى توقع له الكثير من النقاد أن يكون نجم الكوميديا فى المستقبل، فلم يقدر على تحمل عبء البطولة المطلقة، انفعالات على ربيع لا تتغير وأداء أصدقائه لم يختلف كثيراً عن مسرح مصر، فقد فشل المخرج فى إدارة الممثلين، وجاء الحوار ساذجاً إلى حد كبير، وقد شارك فى المسلسل الفنان الكبير لطفى لبيب، ولكنه جاء بشكل متواضع جدًا ولم يظهر لأن كل المشاركين فى المسلسل أداؤهم ضعيف إلى حد كبير لو عقدنا مقارنة بين مسلسل «نيللى وشريهان»، ومسلسل «بنات سوبر مان» و«صد رد»، سوف نكتشف أن «صد رد» لا يستحق أن يسمى مسلسل أو حتى تجربة كوميدية غير واضحة المعالم، نيللى وشريهان عمل رائع وحقق نسبة مشاهدة عالية، كما أنقذ الفنان الموهوب بيومى فؤاد بنات سوبر مان من السقوط، لأن البنات الثلاث المشاركات فيه، وهم: شيرى عادل ويسرا اللوزى وريهام حجاج لا يتمتعن بخفة الظل، وحجز هذا المسلسل مكاناً متقدماً فى المنافسة، أما «صد رد» فيستحق لقب أسوأ مسلسل هذا العام، كما أنه وضع نجوم مسرح مصر فى ورطة. كلمة سر.. حضور هشام سليم وضعف لطيفة فى هذا العام حاول عدد من نجوم الغناء اقتحام ساحة الدراما، فى مقدمتهم الفنان محمد منير الذى نافس هذا العام بمسلسل «المغنى» وتشاركه البطولة رانيا فريد شوقى ومحمد أبوداود.. كما خاضت الفنانة لطيفة نفس التجربة بمسلسل اجتماعى يحمل اسم «كلمة سر» وتدور أحداث العمل حول مدرسة لغة فرنسية تعانى مشاكل حياتية مع زوجها «هشام سليم»، الذى يفسر كل تصرفاتها وكلامها بشكل خاطئ، نجح الفنان هشام سليم فى تقديم دوره بصورة رائعة فقد أكسبته الأيام والسنوات خبرة كبيرة لذا احتفظ بحضوره فى هذا المسلسل، وذلك على عكس الفنانة لطيفة التى خاضت التجربة بقوة وثقة كبيرة، رغم أن أرشيفها الفنى لا يضم سوى فيلم واحد هو «سكوت هنصور»، ولم يحقق وقت عرضه أى نجاح جماهيرى يذكر، انعدام الخبرة فى التمثيل ظهر بشكل واضح على «لطيفة»، لذا جاء أداؤها باهتاً وغير مقنع على الإطلاق.. لذا استحق مسلسل «كلمة سر» أن ينضم إلى قائمة الأعمال ضعيفة المشاهدة.. مسلسل «كلمة سر» من تأليف أحمد عبدالفتاح، وإخراج سعد هنداوى وشارك فى بطولته الفنان الكبير حسن يوسف وريهام عبدالغفور. الطبال.. نمطية «كرارة» تطفئ وهج روجينا فى العام الماضى راهن الفنان أمير كرارة على مسلسل «حوارى بوخارست»، وحقق المسلسل نسبة مشاهدة كبيرة رغم سطحية أحداثه وعدم الدقة فى رصد ملامح الشخصيات، واعتماد العمل على الإثارة والتشويق منحه قدراً من النجاح، هذا العام يخوض أمير كرارة تجربة البطولة المطلقة من خلال مسلسل «الطبال» يجسد أمير كرارة دور طبال فى الملاهى الليلية وفى الوقت نفسه يقود عصابة لتهريب العمال عبر طرق غير شرعية.. يشارك فى المسلسل مجموعة كبيرة من النجوم فى مقدمتهم روجينا، ريم مصطفى، وليد فواز، المسلسل من إخراج أحمد خالد أمين، وتأليف هشام هلال، من يتابع المسلسل جيدًا سوف يكتشف أن أمير كرارة هو أضعف عناصر المسلسل، فلم يختلف أداؤه عن دوره فى مسلسل «حوارى بوخارست»، وقد أثر سلبًا على النجوم المشاركين معه فى المسلسل، ومنهم روجينا.. فرق كبير بين أداء روجينا فى مسلسل «الأسطورة» وأداؤها أمام أمير كرارة فى الطبال، ففى الأول متألقة ولديها حضور خاصة فى المشاهد التى تجمع بينها وبين فردوس عبدالحميد وفى المسلسل الثانى أداؤها عادى جداً.. ليس لأنها ضعيفة ولكن لأن الفنان الذى يقف أمامها وهو أمير كرارة يتعامل بشكل نمطى مع الأحداث ولا يدرك أن الفنان يجب أن يتحرر وينوع فى أدائه، ويعيد تشكيل أدواته من لحظة لأخرى، حتى يستحوذ على إعجاب المشاهدين، فى مسلسل «الطبال» لن تشعر بأن الأحداث تتغير، فقد غلب الملل على إيقاع العمل وأفقده جماله ولذا انصرف عنه الجمهور وحجز الطبال لنفسه مكاناً فى قائمة الأعمال الأقل نسبة مشاهدة هذا العام.