يبدو أن يورو 2016 ستكون البطولة الأسوأ بعد أحداث العنف المتكررة بين الجماهير الأوروبية فى ظل فشل الأمن الفرنسى فى السيطرة على الأوضاع هناك.. بدأت الأحداث المؤسفة بين المشجعين الإنجليز والشرطة الفرنسية وسرعان ما امتدت لتصل لاشتباكات دامية بين جماهير الأسود الثلاثة والدب الروسى.. وأيضا بين أنصار منتخب بولندا ومشجعى أيرلندا الشمالية.. ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل جاء الدور على الألمان فى استكمال تخريب هيبة فرنسا أمنيا. وعاش سكان فرنسا ليلة صعبة بسبب استخدام الشرطة المحلية الغازات المسيلة للدموع بكثافة من أجل فض اشتباكات المشاغبين فى مدن مارسيليا وليل وأيضا في ضاحية نيس حيث قام الأمن الفرنسى باعتقال عدة أفراد من رابطة «ألتراس نيس» الفرنسية بعد دخولهم طرفا فى الحرب التى نشبت بين مشجعين بولنديين وأيرلنديين بالمدينة. بعد أحداث الشغب التي قام بها الإنجليز والروس فى اليوم الثانى من انطلاق البطولة القارية التى تحتضنها فرنسا حتى العاشر من شهر يوليو المقبل.. جاء الدور على «الهوليجانز» الألمان الذين حلوا ضيوفا على مدينة ليل الفرنسية وهناك قاموا بأعمال شغب وخربوا بعض الأماكن والممتلكات وذلك بعد دخولهم في شجار مع بعض الجماهير الأوكرانية قبل بدء مباراة المنتخبين بساعات. أدان الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» بأشد العبارات المواجهات العنيفة التي نشبت على هامش فاعليات اليورو، معتبرًا ما حدث فى فرنسا «مشاهد مخجلة». كما وصف «الفيفا» أحداث العنف التي وقعت فى شوارع مرسيليا وخلفت أكثر من 60 جريحا واعتقال العشرات بالمؤسفة، وأوضح الاتحاد الدولى أن هذه الأفعال صدرت من مشاغبين وقلة من الغوغاء البلهاء الذين لا يمتون لكرة القدم ومشجعيها بصلة. تورط جماهير «المانشافت» في أعمال عنف بدأت الواقعة عندما هاجم ما يزيد على 50 مشجعًا ألمانيًا عددًا من أنصار المنتخب الأوكراني في مدينة ليل وحدث شد وجذب فيما بينهما وامتدت لتصل الى حد الاشتباكات بين جماهير المانشافت ونظيرتها الأوكرانية.. وأصيب شخصان بإصابات طفيفة خلال المواجهات.. ثم تمكنت الشرطة الفرنسية من ضبط عدد من مثيري الشغب الألمان.. وهو الأمر الذى يشير إلى تزايد العنف في بطولة أمم أوروبا الحالية. اعتقال أحد روابط «الهوليجانز» المشاغبة اعتقلت الشرطة الاتحادية الألمانية 25 شخصًا من «الهوليجانز» في ولاية راينلاند بفالتس الحدودية مع فرنسا، وجاء ذلك في إطار تشديد السلطات الألمانية للرقابة على مشاغبي الملاعب. وأعلن المتحدث باسم الشرطة الألمانية انه تم منع سفر مجموعة من الاشخاص معروفين باستخدامهم لأعمال العنف وكانوا في طريقهم إلى فرنسا على متن ثلاث حافلات وقد عثرت السلطات المحلية بحوزتهم على أقنعة للوجه وواقيات للفم.. وهو ما يؤكد أن هؤلاء كانوا يخططون للشغب ضد مشجعي الفرق المنافسة لمنتخب المانشافت. وكشفت أجهزة الأمن المحلية أن ثلاثة من بين المعتقلين مفروض عليهم حظر دخول أي استاد في ألمانيا بينما كان أربعة أشخاص آخرين يحملون تذاكر بأسماء مزورة. وشددت الشرطة الاتحادية الرقابة على المنطقة الحدودية مع كل من بلجيكا ولوكسمبورج حيث تسعى السلطات إلى منع المشجعين الذين يميلون للعنف من السفر إلى فرنسا حتى لا يثيروا الاضطرابات في بطولة الأمم الأوروبية. روسيا: ما حدث يشوه سمعتنا أعلن فيتالي موتكو وزير الرياضة الروسي أن بلاده سوف تعاقب جميع المشجعين المتورطين في أحداث الشغب الأخيرة التي جرت بين جماهير إنجلتراوروسيا، مؤكدا ان هؤلاء سيواجهون عقابًا صارمًا وغرامات مادية باهظة. وأشار «موتكو» إلى أن أجهزة الأمن فى طريقها لتحديد جميع المتورطين في أعمال الشغب لمعاقبتهم، ولكنه فى الوقت نفسه اتهم مسئولى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بعدم تنظيم العمل جيدا خاصة من الناحية الأمنية. وأعرب الوزير الروسى عن أسفه من أفعال مشجعي بلاده، مؤكدًا أن ما قام به بعض المنحرفين يشوه سمعة الرياضة الروسية، كما تعهد بتحسين هذه الصورة المؤسفة خاصة ان بلاده المستضيف القادم لكأس العالم. «يويفا» يهدد حذر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الاتحادين الروسي والإنجليزي من استبعاد منتخبيهما من بطولة أوروبا المقامة حاليًا في فرنسا إذا استمرت أعمال العنف والشغب الجماهيرية. وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه لن يتردد في اتخاذ عقوبات إضافية من بينها استبعاد المنتخبين من البطولات القارية إذا تكرر العنف مرة اخرى، وفى الوقت نفسه طالب كلا من الانجليز والروس بمناشدة جماهيرهما للتصرف بمسئولية واحترام. كان الاتحاد الأوروبي «ويفا» قد فتح تحقيقا حول أحداث الشغب التي شهدها ملعب «فيلودروم» ومن المتوقع إصدار عقوبات في حق روسياوإنجلترا خلال الساعات القادمة. ومن المحتمل أن يعاقب الاتحاد الأوروبي المشجعين الروس بوضعهم في قطاع مغلق أو منطقة عازلة خلال مباراة منتخب روسيا وسلوفاكيا القادمة. فى سياق آخر أعلن برنارد كازانوف وزير الداخلية الفرنسي أن بلاده ستحظر بيع وشرب المشروبات الكحولية في مناطق تجمعات الجماهير في محاولة للحد من أعمال الشغب الجارية حاليا على هامش بطولة أمم أوروبا. وسيتم فرض الحظر في اليوم السابق للمباريات وفي نفس يوم إقامتها وسوف يحظر أيضا على المطاعم وضع الخمور والزجاجات على الأرصفة. وجاء هذا القرار بعد أعمال الشغب التى اندلعت مؤخرا بين جماهير المنتخب الإنجليزي والروسي وأخيرا ما حدث بين مشجعي المنتخب الألمانى وأنصار الفريق الأوكرانى.