"الرجال قوامون على النساء".. هكذا حدد الإسلام النظام الكوني الذي يسير عليه المسلمون في حياتهم ومعاملاتهم، محددًا أداورا للرجال وأخرى للنساء، بما لا يخل بتقاليد المجتمع والشريعة الإسلامية، إلا أن بعض النساء يحاولن خرق هذا النظام، بتقمص أدوار الرجال. "إلهام مانع".. واحدة من اللاتي خرقن هذا النظام، بعدما قامت بواقعة هي الأولى من نوعها، حيث قامت بإلقاء خطبة الجمعة، ثم أمت المصلين في أحد الجوامع السويسرية أمام مصلين من الجنسين، باللإضافة إلى عزف مقطوعة موسيقية خلال الخطبتين. وتم أداء الصلاة كعمل جماعي مشترك، وساعدتها صديقاتها، حيث قدمت ياسمين السنباطي مضمون الفكرة، وألقت الخطبة وأمت المصلين إلهام مانع، بينما أقامت دعاء الصلاة تمسيلا تقير. ونشرت "مانع" الأكاديمية اليمنية في جامعة زيورخ، صورة لها وهي تؤم وتخطب في الرجال والنساء، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وألقت خطبة ضمن مبادرة المسجد الشامل للرجال والنساء في بيت الأديان بالعاصمة السويسرية "بيرن". وعلقت اليمينة التي لديها آراء في مساواة المرأة والرجل بالحقوق المدنية والدينية، على الصورة التي نشرتها قائلة: "فيما يلي صور صلاة الجمعة المختلطة التي أمتها إمرأة من مبادرة المسجد الشامل مسجد للجميع في بيت الأديان "بيرن". وتابعت: "الصلاة تم اداؤها كعمل جماعي مشترك لقد حان الوقت لتحدي افتراضاتنا عن موقع المرأة في بيت الرحمن وفي المجتمع". وأثارت الصور التى نشرتها الباحثة، جدلًا واسعًا، وجاءت ردود فعل النشطاء عليها غاضبة، من شكل الصلاة الذي أدته الباحثة؛ بهدف المساواة بين الرجال والنساء. "مانع".. كاتبة ليبرالية وناشطة حقوقية يمنية حاملة للجنسية السويسرية، وأستاذة مشاركة في العلوم السياسية بمعهد العلوم السياسية بجامعة "زيورخ" وعضوة في اللجنة الفدرالية السويسرية لحقوق المرأة. ولدت في المحلة الكبرى عام 1966، لأب يمني وأم مصرية، وانتقلت بسبب ظروف عمل والدها الدبلوماسي، بين مصر واليمن وألمانيا وإيران والمغرب والكويت. حازت "إلهام" على شهادة البكالوريس في العلوم السياسية من جامعة الكويت، ونالت منحة "فولبرايت" الأمريكية، حصلت من خلالها على درجة الماجستير في السياسة المقارنة من الجامعة الأمريكية بواشنطن. ثم انتقلت إلى سويسرا، وحصلت على درجة الدكتوراه في السياسات الدولية من جامعة زيورخ ثم على درجة ما بعد الدكتوراه من نفس الجامعة، وتزوجت بعدها من سويسري، لديها منه طلفة، وأقامت معه في العاصمة "بيرن". عملت في المجال الصحفي لمدة ثمانية سنوات في إذاعة سويسرا، ثم موقع "سويس انفو" العربي، التابع لهيئة التلفزيون والإذاعة السويسري، وتولت منصب نائبة رئيس القسم العربي به، قبل أن تعمل كأستاذة بجامعة "زيوريخ" عام 2005. وإضافة إلى عملها الأكاديمي، تعمل "إلهام مانع" خبيرة لمنظمات دولية وحقوقية، إضافة إلى مؤسسات سويسرية حكومية. لها مؤلفات بحثية وحقوقية بالعربية والإنجليزية والألمانية، كما أن لها روايتان بالعربية عن دار الساقي في بيروت، وصدر آخر كتاب بحثي لها في لندن عام 2011، بعنوان الدولة العربية وحقوق المرأة "فخ الدولة المستبدة".