رجح مسئولون أفغانيون، الأحد، أن تكون الغارة الأميركية التي استهدفت أمس زعيم حركة طالبان الملا أختر منصور، قد أدت لمقتله. وجاء ذلك بعد ساعات من إعلان الولاياتالمتحدة أنها - على الأرجح - قتلت منصور، في حين لم تعلق الحركة حتى الآن بالنفي أو التأكيد. ولد الملا أختر منصور في أفغانستان عام 1963، وينتمي إلى قبيلة دوراني التابعة لعائلة من عرقية البشتون، ويعد من الشخصيات المثيرة للجدل في الحركة؛ نظراً لما يقال عن علاقته القوية باكستان، والاتهامات التي يوجهها له خصومه. وقبل توليه قيادة حركة طالبان، تقلّد منصور مهام القائم بأعمال رئيس الحركة نيابة عن الملا محمد عمر، مؤسس حركة طالبان وزعيمها الروحي. وبهذه الصفة يُعتقد أن دوره كان التصديق على إصدار بيانات الملا عمر الدورية على موقع حركة طالبان الرسمي على الإنترنت، حتى بعد أن مات الملا عمر بوقت طويل. في 29 من يوليو 2015، انتخب مجلس شورى حركة طالبان الملا منصور، وقال المجلس إن انتخابه جرى ب"الإجماع" كخليفة لأمير الحركة الملا عمر الذي أعلنت الحركة وفاته رسميا. وفي بيان صدر باللغة البشتونية نُشر على موقع حركة طالبان، قالت الأخيرة إن "مجلس الشورى القيادي اجتمع مع علماء البلد والشيوخ، وبعد مشاورات طويلة عيّنوا الرفيق القريب والنائب السابق للملا عمر الملا أختر محمد منصور أميرا جديدا لإمارة أفغانستان الإسلامية". لم يمضِ وقت قصير على توليه المنصب الجديد، حتى تحدثت تقارير إعلامية عن خلافات حادة داخل الحركة، على كيفية اختيار شورى الحركة للملا منصور. مع وصول حركة طالبان إلى الحكم في أفغانستان، تولى منصور عدة مناصب ومسؤوليات قبل وبعد سقوط نظام طالبان الذي حكم أفغانستان خلال الفترة الممتدة بين 1996-2001. وشغل الملا منصور خلال هذه الفترة منصب مدير الخطوط الجوية الأفغانية، وعين في وقت لاحق وزيراً للطيران المدني إلى جانب مسؤولية إضافية في مجال النقل وسلاح الجو. وبعد عام 2001 كلفته الحركة بإدارة الشؤون العسكرية والسياسية في مجلس شوراها وبنيابة رئيس هذا المجلس، ثم صار نائباً لأمير طالبان الملا عمر بدلاً من عبدالغني برادار الذي اعتقل في باكستان 2010، وفقاً لما تذكره موسوعة الجزيرة.