تكتسب زيارة وزير الخارجية الأمريكي اليوم السبت، خاصة وأنها تأتي بعد إطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي مبادرة لإحياء السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، من خلال تكاتف كل الأطراف الدولية لحلها. وتأتي أهمية الزيارة باعتبار ان أمريكا هي الحليف الأول للكيان الاسرائيلي والداعم له في شتي المواقف، إضافة إلي إشارة الرئيس السيسي بالأمس، عن مبادرة عربية وفرنسية مع جهود أمريكية، ولجنة رباعية تهدف جميعا لحل القضية الفلسطينية. ويشار إلي أن هذه هي المرة الثانية التي يلتقي فيها وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بالرئيس عبد الفتاح السيسي، في أقل من شهر واحد، وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مارك تونر، قال إن المباحثات بينهم ستتركز على عدد من القضايا الثنائية والإقليمية، دون تحديد ماهيتها. قال السفير عادل الصفتي، وكيل أول وزارة الخارجية الأسبق، إنه من المؤكد أن المبادرة التي طرحها الرئيس السيسي لإحياء السلام بين فلسطين وإسرائيل، ستكون علي رأس الملفات التي سيتم تباحثها مع كيري، متابعا "لا يمكن أن يفوتهم هذا الأمر". وأوضح، أنه هناك عدد من الملفات الثنائية والإقليمىة سيتم طرحها خلال الإجتماع، تشمل ملف المساعدات التى تمنحها لنا أمريكا سواء العسكرية أو الاقتصادية، خاصة وأن مصر هي ثاني أكبر متلقي للمساعدات بعد اسرائيل. وتابع الصفتي، أن ملف حقوق الإنسان سيكون من ضمن المحاور التي سيتم التطرق إليها، في ظل وجود تقارير لدي أمريكا تفيد بتراجع حقوق الإنسان في مصر، إضافة إلي عدد من القضايا الإقليمية مثل الأزمات التي تعاني منها بعض الدول العربية، ومنها الأزمة في سوريا واليمن وليبيا والعراق. وأكد أن تكرار الإجتماعات بين الرئيس السيسي وجون كيري، لن يكون له تداعياته المؤثرة سريعًا، وتحديدًا بخصوص المبادرة التي أطلقها الرئيس لحل القضية الفلسطينية، ولكنها في الوقت ذاته تساعد علي تقريب وجهات النظر، وتفيد هذه المباحثات علي المدي البعيد بشكل تراكمي وليس علي الفور. وأشار الصفتي إلي أن الجبهة العريضة التي يقودها "نتيناهو" في اسرائيل لا تريد السلام، وهو ما بدا واضحًا بعد رفضها المبادرة الأمريكية والفرنسية، لأنها مستفيدة بالوضع الحالي في ظل ضعف العرب وفلسطين، موضحًا أنه يحصل علي العديد من المساعدات الدولية في ظل الوضع القائم. وذكر السفير نبيل بدر، مساعد وزير الخارجية الاسبق، أن مبادرة السيسي ستكون أول الملفات المطروحة مع وزير الخارجية الأمريكي، خلال زيارته للقاهرة اليوم، موضحًا أنه لا يمكن تجميد الوضع كما هو عليه حاليًا بين فلسطين واسرائيل. وقال السفير أحمد أبو الغيط، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه من الممكن أن تكون هذه الزيارة علي خلفية مبادرة السيسي لحل القضية الفلسطينية، مشيرًا إلي أن هذه المبادارة من الممكن ان يكون قد تم مناقشتها مع الرئيس الفلسطيني أبو مازن خلال زيارته الأسبوع الماضي، وعرضها علي الولاياتالمتحدة. وأشار أبو الغيط، إلي أن هذه المبادرات تأتي في إطار الاجتهادات لحل القضية الفلسطسنة، مؤكدًا أن مبادرة يترتب عليها بان تكون فلسطين دولة مستقلة وعاصمتها القدس، لن يحقق لها النجاح، فاسرائيل لن تترك القدس.