أمام منطقة سياحية أصبحت بالكاد سياحية ..كان يقف ساكنا على مقربة من عربة « الحنطور « التى يعمل عليها فى حمل السياح لجولات داخلية بالفيوم ، كان يتأمل فى صمت وحزن منطقة من المفترض انها جاذبة للسياح ، لكن كل ما بها خرب ، مشهد السواقى وهى تدور ، والمياه القذرة أسفلها والشوائب تعوم على سطحها ، والأسلاك الشائكة حولها لحمايتها من الزوار وأصلا لم يعد هناك أي زوار بسبب يد الاهمال التى اقتطفت جمال منطقة "السبع سواقى" بالفيوم ، وحين اقتربت منه اعتقد أنى سأطلبه فى جولة وتهلل وجهه لحظات ثم انطفأ لعلمه بمهمتى ، لكنى وعدته بأخذ جولة فى الحنطور وانه بإذن الله سيسترزق "النهارده" ، وأخبرني أن الساعة للأجانب ب30 جنيها وللمصريين ب20جنيها وانه خفضها لهذه المبالغ لان السياحة نايمة . محمد محمود محمد ، 46 سنة ، "ما يغركيش يا استاذة شغلتى ، دانا خريج كلية تجارة الفيوم دفعة 88 ، بس من ساعة ما اتخرجت ورجليا حفيت على وظيفه أو أى شغلانة ثابتة فى الحكومة او القطاع الخاص من غير فايدة ، البلد من سنيين للمحاسيب واصحاب النفوذ ولحد دلوقتى ما فيش حاجة اتغيرت ، انا دورت على شغل من خلال القوى العاملة ، ومجلس المدينة، التربية والتعليم، الضرايب ، البنوك وغيرها من غير فايدة. ولما تعبت من التدوير على الشغل، رجعت لمهنة ابويا بدل ما ضيع حياتى فى أى حاجة حرام او اشحت ، وأنا بتكلم إنجليزي برفكت وفرنساوى وألماني شويه عشان أتعامل مع كل الضيوف على البلد، والحنطور ده ليا فيه نصيب التلت، بس السياحة تعبانة قوى، المسئولون عن السياحة فى الفيوم سايبين الدنيا ضايعة ، شوفى حالة السواقى عامله إزاى ، ولا المنطقة اللى حواليها ، المنظر كله مبقاش يشد أي سايح عشان يجى يتفرج ويستمتع بالفيوم زى زمان . الفيوم كان فيها ألف حنطور فى خدمة السياح ، دلوقتى اختفت الحناطير مع تراجع السياحة وباقى حوالي 20 حنطور بالعافية يا دوب لاقيين لقمة العيش ، انا كان دخلى زمان يكفى بيتى ويزيد ، دلوقتى انا دخلى لو وصل 30 جنيها يبقى كرم وفضل ، والحصان بياكل لوحده بتلاتين جنيه ، يعنى هاجيب أكل للحصان ولا اكل لولادى ، وأنا عندى أربع ولاد منهم واحدة فى ثانوى. كل اللى طالبه شويه اهتمام بالسياحة ،يعملوا أي دعاية وبرامج لتنشيط السياحة، وينضفوا السواقى ويجملوها كده. ونفذت وعدى له بجولة سريعة لضيق الوقت وكان حال المناطق السياحية التى كانت جميلة بشعا ومشوها، فلم يعد هناك أى عناية أو جمال .