يحتفل العالم الإسلامي بذكرى رحلة "الإسراء والمعراج"، التي فرضت فيها أهم التكليفات الواجبة على كل مسلم من فوق سبع سماوات؛ حيث تمثل أحد أكبر الأحداث في العقيدة الإسلامة منذ أن بدأت الدعوة الإسلامية، ويأتي ترتيب هذه الرحلة في قائمة الأحداث الأهم في التاريخ الإسلامي في المرتبة الثانية.. فقد سبقتها البعثة وجاءت بعد الهجرة. وأجمع الجمهور على أن رحلة "الإسراء والمعراج" جرت في منتصف فترة الرسالة الإسلامية ما بين السنة الحادية عشر إلى السنة الثانية عشر، منذ أن أعلن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أن الله قد أرسل جبريل يكلفه برسالة دينية يبلغها إلى قبيلته قريش ومن ثم إلى البشرية، وأنها تتمة وخاتمة لرسالات السماء السابقة. وحسب التاريخ الإسلامي للفترة هذه والمصطلح على تسميته بالسيرة النبوية يعد الإسراء الرحلة التي أرسل الله بها نبيه محمد على البراق مع جبريل ليلا من بلده مكة إلى بيت المقدس في فلسطين، أما المعراج فهي انتقال النبي (صلى الله عليه وسلم) من القدس في رحلة سماوية بصحبة جبريل على دابة تسمى البراق، أو حسب التعبير الإسلامي عرج به إلى الملأ الأعلى عند سدرة المنتهى أي إلى أقصى مكان يمكن الوصول إليه في السماء وعاد بعد ذلك في نفس الليلة. وعن رؤية النبي (صلى الله عليه وسلم) لله، أكد الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، أن العلماء اختلفوا في هذا الشأن، لافتًا في فتوى له إلى أن هناك خصوصية دائمًا للرسول (صلى الله عليه وسلم)، حيث إن ليلة الإسراء والمعراج تنص على تلك الخصوصية، وإن من جهزه ليصعد السماوات، هو الله تعالى، فالرسول استطاع أن يتلقى أنوار الله، ولذلك قال المحققون إن الرسول رأى ربه. أما عن فكرة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد أوحى إليه بالرحلة وأنه لم يقم بها فعليًا، فقد لفت الدكتور مجدي عاشور إلى أن الإسراء والمعراج كان بالروح والجسد معًا، مشددًا على أن فؤاد الرسول لم يكذب وعينه لم تزغ، ولذلك رأى الرسول ربه بقلبه وعينه، وأن مسألة الرؤية خلافية لأن المعراج من الأشياء الخفية والخلاف هناك فقهي وليس عقائدي. وحول أسباب فرض الصلاة في هذه الرحلة، أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن العبادات تربط الإنسان بربه، وفرضت ليرقى بها الإنسان إلى ربه، ويتصل به عز وجل، مضيفًا - في فتوى له - أن الصلاة فرضت في ليلة الإسراء والمعراج، لبيان أن القيام بها والمحافظة عليها، تفتح للمسلم أبواب الخير، ويرقى ويعرج المحافظ عليها إلى الله تبارك وتعالى، وأن الصلاة فرضت ليلة "الإسراء والمعراج" لمكانتها في قلوب المسلمين وعند المولى عز وجل.
