"يتناولون الفحم مشتعلاً، ويأكلون الزجاج واللحوم والأسماك النيئة، ويستخدمون أفواههم كوسيلة لشد طائرات يصل وزنها ل84 طن، ويطوعون قدراتهم العقلية لقراءة الأفكار".. إنهم أصحاب القدرات الخارقة. الصدفة والجينات الوراثية تلعبان دورًا كبيرًا في تكوين القدرات الخارقة، التي تتأقلم أجسادهم عليها، لاستيعاب المخ لها، وتثير فضول المجتمع ما بين الاهتمام والاشمئزاز. "القدرات الخارقة التى يمتلكها بعض البشر دون غيرهم، هى هبة من الله -عز وجل- ويكتشفها صاحبها بالصدفة"، كما فسّر محمد غانم، أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة عين شمس. وأضاف غانم أن عامل الوراثة له دور في نقل القدرات العقلية الخارقة مثل الذكاء، موضحاً أن الناس الطبيعية قدرات ذكائها تتراوح بين 90:110، في حين تزداد نسبة الذكاء من 160ل170، وهؤلاء يكونوا عباقرة ومخترعين، أما الأقل من النسبة الطبيعية يطلق عليهم ضعاف العقول. وأوضح غانم أن أصحاب القدرات الجسدية يكتشفوها بالصدفة، مشيرا إلى أن أحد الأشخاص كان لا يعلم قدراته وفوجئ بها حين توقفت أحد السيارات بالطريق، فاستطاع دفع السيارة بقوة. وشدد غانم على ضرورة وجود دراسات وأبحاث على هؤلاء الخارقين لمعرفة الجينات الخاصة بهم و صفاتهم، خاصة وأننا لا نهتم سوى بالشائع فقط ونترك الفئات النادرة دون دراسة كافية. وتابع غانم أن هؤلاء من ذوي القدرات الخارقة لابد من أجهزة المجتمع الاستفادة منهم فالبلطجي يشبه المصارع الرياضي في قدراته الجسدية، ولكن المصارع يطورها وينمي موهبته ويحقق النجاح ويشارك في بطولات باسم البلد، غير البلطجي الذي يضر الأخرون. وذكر جمال فرويز استشارى الطب النفسي وأمراض المخ والأعصاب بجامعة القاهرة، أن الله -سبحانه وتعالى- وهب جميع البشر الحاسة السادسة و الشخص وحده القادر على اكتشافها، مؤكداً أنها تختلف نسبتها من فرد لآخر. ولفت فرويز إلى أن الأشخاص الخارقين بقدراتهم الجسمانية كسحب عدد من سيارات النقل والاستلقاء على المسامير وأكل الزجاج يعتمد فقط على القدرات العقلية حيث أن المخ هو المتحكم الرئيسي فيها. واستكمل فرويز أن هناك لدى الإنسان "الأنا والأنا الأعلى وهو"، مشيراً إلى أن الإنسان لو استطاع التحكم في الأنا ويفصله عن شخصه ويتحكم فيها يستطيع في المقابل أن يتعامل بقدرت خارقة عن الشخص الطبيعي، مؤكداً أن أعصاب هؤلاء الخارقين لا تتأثر سلبياً مما يقوم به لأن مخه مستوعب تلك القدرات. وقال الدكتور إبراهيم مجدي استشارى الطب النفسى والمخ والأعصاب، إن القدرات الخارقة لدى الإنسان تنقسم لشقين جسدى وعقلى، والجزء الجسدى يكتشفه عن طريق أمرين أحدهما يأتى بتدخل العامل الوراثى والجينات العائلية والآخر عن سبيل الصدفة أثناء قيامة بعمل ما فى الحياه اليومية. ونوّه مجدي بأن القدرات العقلية تعتبر إلهام اللهى من عند الله وتتجسد فى علم الروحانيات ومنها قراءة الأفكار وشفاء الألام عن طريق الإيحاء. وألمح مجدي إلى أن هناك قدرات خارقة لا يحبذها المجتمع كأكل الزجاج والفحم مشتعلاً واللحوم والأسماك النيئة، وهناك قدرات أخرى تثير إعجابهم كقراءة الأفكار. واستطرد استشارى الطب النفسى والمخ والأعصاب، نظرة المجتمع المصرى للقدرات الخارقة، قائلاً: "القدرات العقلية التى تهدف لتنمية الفكر تلقى اهتماماً بالغاً على عكس القدرات الجسدية التى يرفضها المجتمع بشتى الطرق".