أعلن الديوان الملكي السعودي وفاة الامير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية الذي وافته المنية فجر اليوم السبت بعد معاناة مع المرض . وقال بيان صادر عن الديوان الملكي السعودي إن الامير سلطان ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وافته المنية خارج المملكة وأن مراسم الدفن ستجري بعد صلاة العصر من يوم الثلاثاء المقبل في مسجد الامام تركي بن عبدالله بالعاصمة الرياض. وأضاف البيان "ببالغ الأسى والحزن ينعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أخاه وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران، المفتش العام". وتوفي ولي العهد السعودي في مستشفى بمدينة نيويوركبالولاياتالمتحدةالامريكية عن عمر يناهز 86 عاما، وكان قد وصل إلى الولاياتالمتحدة قبل أسبوعين فى رحلة علاج، وذلك بعد تدهور وضعه الصحى. يشار إلي أن الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود هو الابن الخامس عشر من أبناء الملك عبدالعزيز الذكور. ومن أبناء ولي العهد الراحل، الامير خالد بن سلطان نائب وزير الدفاع، الامير فهد بن سلطان حاكم منطقة تبوك العسكرية، الامير بندر بن سلطان رئيس مجلس الامن القومي، الامير سلمان بن سلطان رئيس الاستخبارات ،الامير تركي بن سلطان ، والامير فيصل بن سلطان. الأمير سلطان في سطور ولد في الرياض عام 1924، ودرس على أيدى مدرسين خاصين، وكذلك في مدرسة خاصة بالأمراء. ووالدته هي الأميرة حصة بنت أحمد السديري، وهو أحد من يطلق عليهم مصطلح "السديريون السبعة" (أبناء الملك عبدالعزيز من الأميرة حصة) ومنهم الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز، والأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية. بدأ حياته السياسية بتولي إمارة منطقة الرياض عام 1947، وعين وزيرا للزراعة والمياه عام 1953 ثم المواصلات عام 1955، وينسب إليه الفضل في تأسيس وتطوير الخطوط الجوية السعودية. وعين وزيرا للدفاع في أكتوبرعام 1962، وبعد وفاة الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود في 13 يونيو 1982 وتولي أخيه فهد الحكم عين نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء بالإضافة إلى مسؤوليته كوزير للدفاع. وبعد وفاة الملك فهد في الأول من اغسطس 2005 عين وليا لعهد اخيه الملك عبد الله ونائبا اول لرئيس مجلس الوزراء مع احتفاظه بمنصب وزير الدفاع. وكان أول ظهور له في محفل دولي بعد توليه ولاية العهد خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة حين ألقى كلمة بلاده امام الجمعية في 15 سبتمبر 2005. يقول المحللون إن سلطان قاد برنامج تحديث القوات المسلحة السعودية بإبرام صفقات تسلح مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وكان من أبرز مؤيدي التحالف مع الولاياتالمتحدة، وشجع شراء كميات كبيرة من الأسلحة من الولاياتالمتحدة بما فيها الدبابات والمروحيات والصواريخ وأنظمة الإنذار (أواكس) المحمولة جوا في صفقات وصلت قيمتها إلى 100 مليار دولار. كما زاد عدد جنود الجيش السعودي إلى أكثر من 100 ألف. وبعد هجمات سبتمبر 2001 أيد بقوة جهود تعزيز العلاقات مع الولاياتالمتحدة، كما أن نجله الأمير بندر عمل لنحو عشرين عاما سفيرا للمملكة في واشنطن. ورغم ذلك فقد نأى بنفسه عن الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، أسوة ببقية أفراد العائلة المالكة السعودية. وجاء اختياره وليا للعهد ليضعه في المرتبة الأولى لوراثة العرش، لكن سرعان ما بدأ يعاني من مشكلات صحية أبعدته في فترات كثيرة عن العمل العام. حالته الصحية فقد ترددت أنباء عن إصابته بسرطان في القولون عام 2004 ، وزار جنيف في أبريل 2008 لاجراء ما وصف بأنه فحوص روتينية بحسب المصادر الرسمية السعودية. وتوجه سلطان في نوفمبر 2008 الى الولاياتالمتحدة لاجراء فحوص وتلقي علاج طبي بحسب ما اعلنت السلطات السعودية التي لم تكشف حقيقة مرضه. و خضع لجراحة في نيويورك في فبراير 2009، وبعد ذلك توجه سلطان إلي قصره في أغادير بالمغرب لقضاء فترة نقاهة استمرت حتى نهاية ديسمبر من ذلك العام. و وصفت أحدى البرقيات التي نشرها موقع ويكيليكس الأمير سلطان بأنه "غير مؤهل لقيادة البلاد" نظرا لوضعه الصحي وكبر سنه. وفي مارس 2009 عين الملك عبدالله وزير الداخلية نايف بن عبد العزيز في منصب النائب الثاني لرئيس الوزراء وفي يونيو 2011 عاد ولي العهد السعودي مجددا إلى الولاياتالمتحدة للعلاج، وأجرى الملك عبد الله جراحة أخرى في الظهر بالرياض في أكتوبر/تشرين الأول 2011 ليرأس الأمير نايف اجتماع مجلس الوزراء. اللافت أنه بعد اختيار الأمير سلطان وليا للعهد بنحو عام أعلن العاهل السعودي عبد الله تغيير نظام تولى العرش وولاية العهد من خلال مرسوم تشكيل "هيئة البيعة" الذي صدر في أكتوبر 2006. وفي 22 أكتوبر 2011 أعلن الديوان الملكي السعودي رسميا وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز عن عمر ناهز 86 عاما.