الكونجرس يرسل «جراهام» الأكثر تشدداً بخطاب سلام! أثار تغير الموقف الأمريكي تجاه مصر فجأة وتصريح وفد الكونجرس الذي زار القاهرة أمس بتقديرهم لدور مصر في محاربة الإرهاب وتأكيدهم بأن الرئيس «السيسي» الوحيد القادر علي حماية البلاد الدهشة والحيرة وأن وفد الكونجرس يرأسه السيناتور ليندسي جراهام المعروف بمواقفه المعادية لمصر والذي وصف ما حدث في مصر في ثورة الثلاثين من يونية بأنه انقلاب عسكري عندما زار مصر بعد 30 يونية برفقة السيناتور الشهير جون مكين. يقول السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، ان تطور الموقف الأمريكي في تقاربهم مع مصر بدأ كخطوة أولي بتعيين سفير لهم في القاهرة لأنهم ظلوا لفترة طويلة بعد ثورة الثلاثين من يونية دون تعيين أحد في هذا المنصب، مضيفاً انه أعقب ذلك تصريحات لجون كيري اعتبرتها وسائل الإعلام غزل لمصر. ويتابع: «القيادة الأمريكية شعرت بأنها إذا لم تغير موقفها في المدي المتوسط فإن ذلك سيؤثر علي عمق العلاقات بين البلدين وبالرغم من فتور العلاقات بين مصر وأمريكا في الفترة الماضية إلا أن الرئيس السيسي دائماً ما يؤكد أهمية العلاقات والاستراتيجيات مع أمريكا وهو ما وضعها في موقف محرج». ويوضح «رخا» ان تطور الموقف الأمريكي مبني علي أن الحزب الجمهوري يرغب في إظهار انه يحافظ علي أصدقائه في العالم العربي لذلك أرسل بأحد أعضائه وهو السيناتور ليندسي جراهام، خاصة وأن انتخابات الرئاسة الأمريكية علي الأبواب، منوهاً ان هذا التطور إيجابي في موقف المعارضة والكونجرس ويؤشر إلي تحسن العلاقات المصرية- الأمريكية. ويضيف «ينقص الموقف الأمريكي أمر واحد فقط وهو دعوة الرئيس السيسي لزيارة أمريكا كعادتهم التي دائماً ما يقومون بها مع أي رئيس جديد لأي دولة يحلف اليمين إلا أنهم لم يوجهوا دعوة للرئيس السيسي حتي الآن ولا نعلم إذا كان ذلك موقفاً شخصياً لأوباما من الرئيس السيسي رداً علي رفضه مهاتفته حينما كان وزيراً للدفاع قائلاً «ان عدلي منصور رئيس الدولة والتواصل يكون معه». ويشير السفير عبدالرؤوف الريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلي أن السيناتور ليندسي جراهام الذي يرأس وفد الكونجرس معروف بمواقفه المتشددة مع مصر ولا يتحرك إلا ومعه السيناتور «ماكين» وخلال زيارتهم السابقة شنوا هجوماً عنيفاً علي مصر وصرحوا بأن ما حدث انقلاب عسكري، مضيفاً ان «جراهام» في زيارته هذه المرة لم يأت بصديقه وهو ما يشير إلي انفصاله عن التيار العنيف. ويؤكد «الريدي» ان أمريكا بدأت تنتبه إلي أهمية دور مصر ما جعلها تعيد حساباتها وتتخذ موقفاً معتدلاً ومعقول خاصة بعد زيادة العمليات الإرهابية في الفترة الأخيرة في العالم كله وهو ما عزز من موقف مصر ضد الإرهاب ومواقفها المتناقضة ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية فيما يخص هذا الشأن.