تتصاعد وتيرة الأحداث فى الشارع السياسى الليبى كل يوم, عبر اتساع هوة الخلافات بين الفرقاء رغم تشكيل حكومة التوافق الليبى برئاسة فايز السراج والتى تؤكد الانباء الواردة من هناك أنه لا وجود لتوافق حقيقى على الأرض فى ظل فشل السراج فى ممارسة مهامه وتعرضه للاحتجاز عدة مرات ومنعه من دخول العاصمة طرابلس التى يسيطر عليها الإخوان. فى الوقت الذى تمتد عمليات تنظيم داعش الإرهابية للسيطرة على مناطق النفوذ النفطى. وأعلن قادة لكتائب ثوار من مختلف مدن ومناطق ليبيا رفضهم دخول حكومة الوفاق الوطنى برئاسة فايز السراج إلى طرابلس، واعتبروها «حكومة لم ينصبها الليبيون، ولم يعتمدها أى طرف شرعى داخل ليبيا». كما حددوا مطالبهم للقبول بالحكومة. ورفض قادة الكتائب، فى بيان لهم فى وقت سابق ما وصفوه بالمؤامرات التى تريد زج العاصمة طرابلس فى احتراب داخلى، من خلال التنافس على الحكومة، وتعزيز الانقسام فى ليبيا، وجعل العاصمة مكانا للصراع الداخلى، مطالبين الجميع بالتحلى بروح المسئولية وتغليب المصلحة العليا. ودعا قادة الكتائب حكومة الوفاق الوطنى لإعلان موقفها بشكل واضح وصريح من «مشروع حفتر الانقلابى، الذى غلفه بعملية الكرامة التى دمرت بنغازى، وحاربت ثوار المدينة، وهجرت أهلها» وفق قولهم، وكذلك توضيح موقفها من الثوار وسبل دعمهم ودمجهم فى مؤسسات الدولة: الأمنية والعسكرية والمدنية، وضمان عدم الانقلاب على الثورة. وتناقلت وسائل إعلام محلية - مقربة من المجلس الرئاسى الليبى - تفيد بقرب وصول أعضاء المجلس وحكومته إلى العاصمة طرابلس. وعلقت حركة الملاحة الجوية فى مطار معيتيقة فى شرق طرابلس، بحسب ما أعلنت شركتا طيران وقائد طائرة،وذلك «لأسباب أمنية» يحتمل أن تكون مرتبطة بمحاولة حكومة الوفاق الوطنى المدعومة من الأممالمتحدة دخول المدينة. وقالت شركة «الخطوط الجوية الليبية» الحكومية على صحفتها فى موقع فيسبوك «نحيطكم علما بأنه تم تعليق كافة الرحلات التابعة لنا وذلك لأسباب تتعلق بالمراقبة الجوية». وأعلنت بدورها شركة «الخطوط الجوية الافريقية» على صفحتها فى فيسبوك أن هناك «تعليمات صادرة عن الطيران المدنى الليبى بغلق الأجواء أمام حركة الطيران المدنى القادمة والمغادرة». ونفى المستشار الإعلامى لرئيس المجلس الرئاسى الليبى فتحى بن عيسى، ما تداولته بعض وسائل الغد نيوز حول استقالة رئيس المجلس الرئاسى فايز السراج. وقال بن عيسى، فى تصريح صحفى إن ما تم بثه من قبل عدد من وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» حول استقالة السراج غير صحيح جملة وتفصيلا، داعيا وسائل الغد نيوز لتحرى الدقة والمصداقية من مصادرها، لافتا إلى أن الترتيبات الأمنية لانتقال السراج إلى طرابلس لا تزال جارية. وأضاف بن عيسى، أنه لا أحد يرغب فى أن يسبب دخول رئيس المجلس الرئاسى إلى طرابلس، المزيد من الفوضى أو سفك الدماء الليبية. وكانت حكومة طرابلس قد أعلنت حالة الطوارئ فى وقت سابق بعد الإعلان عن قرب دخول حكومة الوفاق الوطنى برئاسة فايز السراج إلى طرابلس. وكان عدد من المتظاهرين، تجمعوا أمام مقر بلدى مدينة زليتن فى يناير الماضى للتعبير عن رفضها زيارة «السراج», وكان مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا، السابق برناردينو ليون، فى أكتوبر الماضى عن قائمة بأسماء أعضاء حكومة الوفاق الوطنى الليبية، التى اقترح «السراج» رئيسا لها وذلك تمهيدا لحل النزاع الليبى، إثر مشاورات عدة فى مدينة الصخيرات المغربية.
