تقام اليوم الأحد انتخابات برلمانية في ثلاث ولايات ألمانية. ويرى المحلل ميشائيل شبرينج أن ملف اللاجئين سيكون عاملاً حاسماً في توجهات الناخبين، ما من شأنه أن يُدخل ميركل وحزبها في أزمة كبيرة، ويهدد مستقبلها. وأضاف أنه لم تكن لدينا في السابق أزمة بحجم الأزمة التي نعيشها حاليا والمتعلقة بموجة اللاجئين. ولا أتذكر حالة في الماضي يمكن مقارنها بهذه الانتخابات. فالأزمة اليونانية لم تتزامن مع انتخابات الولايات في ألمانيا، بالرغم من أن تلك الأزمة كان بإمكانها أن تؤثر على نتائج أي انتخابات. وعن تأجيل الحسم في القرارات المتعلقة بملف الهجرة أثناء القمة الأوروبية التركية، وهل سيؤثر على توجهات الناخب في الولايات الثلاثة التي ستشهد انتخابات قال ميشائيل: أعتقد أن مزاج الناخبين لن يتغير بدرجة كبيرة قبل الانتخابات البرلمانية بفترة قصيرة. والكثير من الناخبين فقدوا الثقة ويعيشون حالة من الشك. لهذا السبب يريدون الانتظار لمعرفة ما ستأتي به قرارات الاتحاد الأوروبي، وإن كانت تلك القرارت سترى النور أصلاً. أظن أنه حتى لو كان هناك اتفاق ما، فذلك لن يؤثر بشكل كبير على مزاج الناخبين خلال عطلة نهاية الأسبوع. وعن احتفاء حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، بزعيمته ميركل، أكد أنها حالة استثنائية لم تشهدها السياسة الألمانية من قبل. إذ أن الحدود بين الأحزاب تهاوت حينما طغى موضوع اللاجئين، إذ أن هناك تحالفات جديدة وهناك مؤيدون جدد لميركل كمستشارة. ولكن بشكل عام مازالت ميركل تتمتع بشعبية واضحة لدى المواطنين. منصب المستشارية هذا يتوقف الآن على نتائج الانتخابات في ولاية بادن فورتمبيرج. وحسب التوقعات تبدو النتائج سيئة للغاية لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي. وفي ولاية راينلند بفالس هناك حظوظ لدى الحزب مع مرشحته جوليا كلوكنر. ومستقبل منصب المستشارية يتوقف إلى حد كبير على نتائج الانتخابات الحالية. ففي حال فقد حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الانتخابات في ولايتين، وفي حال حققت السيدة مالو دراير (رئيسة الوزراء الحالية لولاية راينلاند بفالس من الحزب الاشتراكي الديمقراطي)، نتائج جيدة، فالوضع سيكون متفجراً جداً بالنسبة لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي. ويجب القول إن المرشحتين الرئيسيتين في الولاية أقدمتا على خطأ كبير جداً خلال الحملة الانتخابية بسبب انتقاداتهما لسياسة ميركل، وهذا يمكن أن يجعل سقوط التحالف بين حزبيهما أمراً سهلاً، وستتحمل المرشحتان المسؤولية عن الهزيمة. ميشائيل شبرينج، صحفي ألماني ورئيس تحرير سابق لصحيفة "بيلد" و" بيلد أم زونتاج". يعمل حالياً مستشار سياسي وناشر. p