أبدى الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي عدم تفاؤله بامكانية عقد دورة جديدة من ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي. و قال حجازي- في حوار مع القسم الثقافي بوكالة أنباء الشرق الأوسط- إن الدورة الثالثة للملتقى كان يفترض أن تعقد في مارس الماضي، وأرجئت بسبب الثورة، على أن تعقد نهاية العام الحالي.. مشيرا إلى أن لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة التي كانت تتولى تنظيم الملتقى مجمدة حاليا في انتظار تشكيل جديد لها. و قال : " لا نعتبره في حكم الملغي.كل ما هناك هو أني لا أستطيع أن أتوقع شيئا. أنا الآن لست مقررا للجنة الشعر من الناحية الرسمية ، لكن بإمكاني أن أسأل وزير الثقافة عن مصير الملتقى الذي منح جائزة دورته الأولى للشاعر الراحل محمود درويش، ويعتبر الأديب الراحل نجيب محفوظ صاحب فكرة عقده بالتناوب مع ملتقى الرواية". واستطرد قائلا: "يتحدثون عن أن الوضع الاقتصادي لا يسمح بعقد ملتقيات ومهرجانات، لكنني أتمنى أن يبذل الوزير عماد أبو غازي ما يستطيع من أجل عقد هذا الملتقى". وردا على سؤال عما إذا كان ينوي كتابة مذكراته، قال حجازي: "هذه المسألة تتطلب أن أكف عن الكتابة الصحفية. فأنا أشتغل بصورة دائمة في "الأهرام" منذ نحو 25 عاما. وعمري الآن 76 عاما وآن الأوان أن يسمح لي بأن أكتب مذكراتي، لأنني عشت عمرا حافلا. وردا على سؤال عما يمثله أمل دنقل بالنسبة إليه قال حجازي: "إن أمل دنقل شاعر ممتاز وكبير، واستطاع أن يكتب قصيدة جيدة ولكنها جماهيرية في الوقت نفسه. وعندما ننظر إلى شعره نجد القيمتين؛ قيمة الجودة العالية في حدود الاعتبارات الفنية التي كان يؤمن بها هو، وأيضا قدرة هذه القصيدة على الوصول للجماهير. شعر أمل دنقل يقرأ حتى الآن واسمه يتردد حتى الآن. وردا على سؤال مماثل عن صلاح عبد الصبور، قال حجازي: "أعتقد أن صلاح عبد الصبور لم يكن مسيطرا على لغته في دواوينه الأولى. كنت أحس أنها لغة هجين لأن فيها تأثيرات دارجة كثيرة. طبعا من الممكن أن يكون ذلك مقصودا. لكني كنت أحس أيضا- عندما أقارن بين لغته الأولى واللغة التي انتهى إليها فيما بعد- أنها لم تكن مسألة مقصودة، فلو كانت كذلك لاستمرت. ويفترض في الشاعر عموما أن تتحول لغته من أداة إلى سليقة، يعني كأنه ولد بها وكأن أمه هى التي علمتها له. وأعتقد أن شعر عبدالصبور في المسرح أهم من شعره في القصيدة بشكل عام. وردا عن سؤال حول الشاعرعفيفي مطر؟ يقول حجازي إن عفيفي مطر شاعر كبير وشاعر مجتهد، لأنه إذا قلنا إن صلاح عبد الصبور أراد أن يصل إلى لغة فصحى مصرية عن طريق نوع من المزج بين العامية والفصحى، فكذلك حاول عفيفي مطر أن يصنع هذا، ولكن دارجته ريفية، كان ينشئ من الفصحى فصحى ريفية بدل الفصحى البدوية؛ فصحى زراعية إذا جاز التعبير، لكني أيضا أحس أن المقصود في شعر عفيفي مطر واضح أكثر من العفوي.