"عدالة السماء نزلت على ستاد باليرمو" ... تلك الجملة التي مازالت عالقة في أذهان المصريين, فمن منا لا يتذكر هذه الكلمات المؤثرة من محمود بكر المعلق الرياضي على هدف مجدي عبد الغني بمباراة مصر وهولندا في بطولة كأس العالم 1990 بإيطاليا, خاصة وهى المشاركة الفعلية للمنتخب الوطني بنظام الكرة الحديثة, بعدما تأهل في عام 1934. ولد محمود بكر بمحافظة الإسكندرية عام 1944، وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم العسكرية بعد تخرجه من الكلية الحربية، وظل بكر يعمل تحت مظلة القوات المسلحة إلى أن وصل إلى رتبة العميد. بدأ بكر مشواره مع الساحر المستديرة من خلال محطة نادي الأولمبي السكندري, والذي صال وجال معه في مركز الدفاع, بصحبة جيل متميز من اللاعبين في النادي السكندري آنذاك, تمكنوا من قهر أندية الأهلي والزمالك, وتتويج الأولمبي ببطولة الدوري العام المصري عام 1966. مر بكر خلال مسيرته مع كرة القدم بجميع عناصر اللعبة, بداية من لاعب الكرة, وصولاً لتولي عضوية مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم, حيث بدأ بكر مع الأولمبي كلاعب ولكن نكسة عام 1967 عجلت من تركه للملاعب, واعتزاله لكرة القدم نهائياً, لكنه لم يرحل بعيداً عن كرة القدم, فعمل مدرباً للناشئين بنادي الأولمبي وساهم في إفراز لاعبين علي أعلي مستوي للكرة المصرية, ثم عمل كمدرباً للفريق الأول بالأولمبي السكندري, قبل أن يتولي بكر رئاسة مجلس إدارة النادي لعدة دورات. عمل بكر أيضاً لفترة في مجال التحكيم الكروي, وتولي عضوية مجلس إدارة الإتحاد المصري لكرة القدم , إلا أن شهرته الأكبر في عالم الساحرة المستديرة كانت مع التعليق على مباريات كرة القدم. واشتهر بكر بلغته الشعبية البسيطة, التي تصاحبها اللهجة السكندرية في مخارج الحروف ونطق الكلمات, كذلك بخروجه عن أحداث المباراة, أثناء تعليقه والتطرق لقضايا سياسية وإجتماعية, خاصة المشاكل التي تعاني منها محافظة الإسكندرية, وذاعت شهرته كمعلق رياضي منذ بطولة كأس العالم 90, إلا أن أصبح واحداً من أشهر المعلقين علي مستوي مصر والعالم العربي.
