كشف عدد من الناشطات السوريات في مدينة حمص أن مخابرات بشار الأسد تروج الشائعات حول نساء سورية اللاجئات في دول الجوار ودول الخليج، زاعمة تعرض هؤلاء النسوة للابتزاز ولزواج المتعة. وأكدت تنسيقيات الثورة داخل سورية أن هذه الأنباء مما تشيعه مجموعات تنتمي نظام الأسد أو حلفاءه في إيران والعراق ولبنان؛ بهدف تخويف الناس من الخروج من سورية، وبث الكراهية بين السوريين والعرب عموما والسعوديين بصفة خاصة، لموقفهم من دعم الثورة، ومعاداة النظام الإيراني. وفي حديثها لصحيفة "التغيير" أشارت ناشطة سورية رفضت الكشف عن هويتها إلى أنه لم تحدث حالات تزويج غير طبيعية بين امرأة سورية ورجل من جنسية أخرى، ولم يحدث شيئ مختلف بهذا الشأن عما كان يحدث قبل الثورة. تحذير لوسائل الإعلام ونصحت الناشطة السورية أجهزة الإعلام بألا تكون عونا للنظام على نشر أكاذيبه وترويج شائعاته، مشيرة إلى ما أشاعه إعلام الأسد من مزاعم تتعلق باغتصاب الأتراك لبنات في المخيمات التركية، وهو أمر عار عن الصحة. وأعربت الناشطة السورية عن أسفها من تلقف بعض وسائل الإعلام للخبر الكاذب حول الاغتصاب في المخيمات التركية "وإهانة بناتنا اللاجئات"، في الوقت الذي احتفلت فيه وكالات الأنباء الإيرانية بالخبر وكأنه انتصار لحليفها في دمشق. وأردفت قائلة: "الشعب السوري ذو أنفة ولن يفرط ببناته و العرب أهل أصل ولو كان هناك من يسعى لزواج دون تكاليف فهو ليس عيبا بل سنة نبوية و ليس عارا ولكن هذا ما يبثه النظام و نحن شعب عاطفي يتلقى و ينفعل و هم يعرفون عنا هذا" جرائم النظام السوري في حق المرأة وفي السياق نفسه قالت المحامية السورية مجد عابدين لصحيفة "التغيير": إن جرائم النظام السوري في حق المرأة السورية لم تتوقف، فقد أجرم في حقها مرتين، الأولى عندما اضطر المرأة إلى أن تهاجر وتصبح لاجئة في دول الجوار وتترك بيتها وأرضها، والجريمة الثانية عندما روج ضدها الشائعات التي تشوه سمعتها. ووصفت عابدين هذا الأسلوب بأنه أسلوب قذر ورخيص، مشيرة إلى أن ترويج الشائعات يعتبر صنعة إيرانية تخطيطًا وتنفيذًا، وهم خبراء في هذا المجال هم ومن يدور في فلكهم سواء في دمشق أو في لبنان. حوادث فردية ولفتت المحامية السورية إلى أن هناك حوادث فردية يقوم فيها مواطنون سوريون فقراء بتزويج بناتهم لأثرياء خليجيين، قبل الثورة وأثنائها، والنظام كان السبب؛ حيث تسبب في انتشار معدلات الفقر والبطالة. وأبدت الأستاذة مجد تعجبها من النظام الذي يخلق المشكلات بفشله الاقتصادي، ثم يروج شائعات مترتبة على هذا الفشل الذريع. وفي الوقت ذاته ألمحت عابدين إلى وجود أسر سورية –مثل أهالي السلمية في حماه- لا تشترط أي إمكانات مادية في المتقدم لخطبة بناتهم، وكل ما يسألون عنه هو المستوى الثقافي والخلق والتربية الحسنة، مؤكدة أن آخر ما يسألون عنه هو الحالة المادية؛ رغبة منهم في طلب زوج صالح طيب لابنتهم. لا دخان بلا نار لكن الأمر لا يخلو من وجود بعض العابثين المجهولين على صفحات التواصل الاجتماعي غير معلومة الهوية، يبحثون عن (زواج) بأسلوب مهين بدعوى ما يسمونه (ستر البنات)، الأمر الذي أثار استنكار النشطاء السوريين، مؤكدين على أن مَن يحتاج السترة هم بعض الذين افتقدوا للكرامة وهم يشاهدون مشاهد الدمار، ثم يطلقون هذه الدعوات التي تلقفها النظام وسخرها لخدمة أهدافه الإجرامية. الإعلامي توفيق حلاق يكتب على صفحته على فيس بوك: "نقبل أن يتبرع لنا الخليجيون في إغاثة مشردينا ومرضانا بدافع ديني أو وطني أو شخصي ونشكرهم عليه، لكننا لن نقبل أن يروج الإعلام الخليجي غير الرسمي للزواج من السوريات النازحات تحت عنوان السترة، بناتنا نزحن لأنهن حرات لأنهن بطلات، مفهوم السترة في قاموس الثورة السورية يعني السترة من العبودية، من الاستبداد. لا نريد من أي أخ عربي أن يأخذ بناتنا البطلات من نير كسرنه بإرادتهن إلى نير جديد تحت أي مسمى. نرفض أن تتحول بناتنا إلى خادمات، أو أسيرات حرب. شكراً لكم يا رجال العرب إن تجاوزتم هذه الإغاثة التي نرفضها ولا نحتاجها". وعلى الفور دخل شبيحة الإنترنت على الخط، ليصطادوا في الماء العكر، وأهالوا القذف والسباب للثوار قائلين: انظروا ما حدث لكم من الوهابيين، بعد أن تبترتم على بشار.