مع قرب دخول شهر رمضان من كل عام تتمنى الكثير من السيدات أن تصوم الشهر كاملا، لقضاء الشعائر الرمضانية بشكل كامل من صيام وقرءاة قرآن وصلاة التراويح ..ومن هنا يأتي السؤال النسائي عن حكم تعاطي أدوية لتأخير الدورة الشهرية بشكل يجعل السيدة تصوم الشهر كاملا؟ وفي هذا الصدد تقول الدكتورة سعاد صالح استاذة ورئيسة قسم الفقه في كلية البنات الاسلامية بالأزهر أن الله سبحانه وتعالى أوجب على الحائض والنفساء الافطار في رمضان واسقط عنهما الصوم أداء لا قضاء لقول عائشة رضي الله عنها «كنا نحيض على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة». واذا رأت المرأة الدم في أول النهار أو قبل غروب الشمس بخمس دقائق فيجب عليها الافطار وان امتنعت وأصرت على الصوم أثمت لانها تعتبر شرعت حكما مخالفا لأحكام الشريعة ولا يجب عليها أخذ دواء يمنع الدورة الشهرية طوال شهر رمضان لأن دم الحيض طبيعة وفطرة فلا توجد ضرورة لأخذ ما يضرها والضرورة قد تكون في أيام الحج لحرصها على أداء طواف الركن ولوجودها مع رفقة أو جماعة وخشيت أن تسافر دون اتمام فريضة الحج. وعلى الجانب الاخر فقد أباح الدكتور على جمعة استعمال العقاقير والحبوب التى تؤخر الحيض إلى ما بعد رمضان، والتي تتيح للنساء إتمام الشهر كله بغير انقطاع، بشرط أن يقرر الأطباء أن استعمال هذه الحبوب لا يترتب عليه ما يضر بصحة المرأة عاجلاً أو آجلاً، لكن إذا ترتب على استعمال هذه العقاقير ضرراً، فتحرّم شرعاً، لأن من المقرر شرعًا أنه لا ضرر ولا ضرار، وحفظ الصحة مقصد ضرورى من مقاصد الشريعة الإسلامية، ومع أن استخدام هذه الوسيلة جائز شرعًا إلا أن وقوف المرأة المسلمة مع مراد الله تعالى وخضوعها لما قدَّره الله عليها من الحيض ووجوب الإفطار أثناءه أثوب لها وأعظم أجراً.