إلى الشيخ حازم أبو اسماعيل أنت رجل صالح وألمت بك ملمة جلل فاقرأها قراءه إيمانية متأنية. كان مقدرا لسيدنا موسى (ع) أن يخرج بقومه من مصر فارا من بطش فرعون وجنوده ولعلم عنده سبحانه أخرجه منها وحده وبمصيبة وبلاء عظيم. وكان لله حكمة بالغة أن أمهله عشر سنين استعد فيها لمهمته. فهلا أمهلت نفسك بضع سنين وهيأتها لمهمتك. ألهمك الله تبصرا بمهمتك. ثم هل تسمح لي بسؤال بسيط: هل كان لك شأن بالسياسة؟ وهل أنت رجل الساعة .. ساعة موسى؟ لقد رفعك الله بمقام الدعوة مقاما عاليا، وأفاء عليك بمحبة حاشدة والكثير من التأييد. فاحمد ربك وسلم الراية لمن خلفك وأعط أصوات رجالك لرجل جاء على قدر مثلك: عبد المنعم أبو الفتوح، رجل الساعة. إلى إخوانى الناخبين ثلاثة عشر مرشحا ولكل منا مرشحه الذى يود لو قاد البلاد. قلوبنا تود، ولكن ماذا تقول عقولنا؟ تقول إن الفرصة تتأرجح بين عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة. فهل من العقل أن نشتت أصواتنا على أرقام خاسرة وإن كنا نودها؟ وإن شتتنا أصواتنا بين الجدد وحصدت الفلول؟ فما العمل؟ علينا أن نستبعد الفلول ثم نختار الانسب ليس من بين من نود، ولكن من بين من هو مرجح. أبو الفتوح هو الأرجح. هو رجل وسط بين مختلف الأطياف، وهو طبيب يدرك آلام الناس ويداويها ورجل علم ذو أدب وتواضع. هو من وقف أمام فرعون مصر وهو طالب فى ريعان شبابه، يقول كلمة حق في وقت خرست فيه الألسنة، ولم تنفك جهوده منذ ذاك في العمل الوطني والتطوعي وفي النقابات وملتحما مع الجماهير. وما يحتاجه من خبرات متخصصة يستدركه باستعانته بالخبراء والمؤسسات العلمية، وكفانا هذا القدر من الذين يحتكرون القرارات والسياسيين المعصومين وعساكر ممن أرهقوا العباد ونهبوا البلاد. نحتاج رجلا يعرف ربه ويعرف قدره، ولا يستبد بأهله ويعيد للمصري كرامته في الداخل والخارج، وأحسب هذا الرجل هو عبد المنعم أبو الفتوح. إلى الثوار افتخر بأننى مصري من هذا البلد الذي تنتمون إليه وأننى ممتن لكم-من بعد الله- أن عشت حتى شهدت مصر نصرا ساطعا على أيديكم من بعد عمر كامل من الإحباطات قارب الستة عقود. أشكركم على أن شهدت وعود الله بنصر المؤمنين وآيات قرءانه وأحاديث رسوله (ص) تتحقق على أيديكم. أنتم روح الأمة التى انبعثت من جديد وأنتم الجذوة التي أضاءت قلوب المصريين. أنتم الصدور العارية والعيون الغالية التي افتدت آلامه وأنتم من تدين له مصر بدين يجل عن العرفان. فماذا بعد؟ لا تبالغوا فى تقدير دوركم أو تغالوا في استحقاقاتكم. نحن شعب دين ومن ثم ندرك أن يد الله العليا هي من وراء هذه الثورة وهذا النصر، وإن لكم شركاء في هذه الثورة من كل الشعب. لا تتهموا غيركم بالركوب على الثورة، فما كان لدوركم أن يبلغ بكم أكثر من ذلك وكفى به فخرا، وماكان لغيركم أن يتخلى عن مساحة له فيها استحقاق سابق واعرفوا للناس أقدارهم. لم تكونوا مخططين لثورة ولا لبرنامج سياسى، فلا تطلبوا من اللحظة أكثر مما يمكن أن تعطيكم. أمامكم متسع من الوقت تنظموا فيه صفوفكم، وتقدموا فيه برامجكم، وتشاركوا بمباركة من الشعب الذى ينتظركم. أما الآن فاللحظة تناديكم لتختاروا الأنسب من الفرقاء. اغضبوا من الاخوان ما شئتم واطلبوا اعتذارهم ما شئتم، ولكن "كبروا" وتجاوزا المشاحنات، وتجاوزوا الحساسيه معهم. لا تبددوا أصواتكم وامنحوها لثائر مثلكم، عانى في شبابه مثلكم، ويحلم الآن مثلكم ولكم عنده مكانة تليق بكم، صوتوا لعبد المنعم أبو الفتوح، فهو من تحتاجه السنوات الأربع القادمة وهو من تحتاجه مصر . إلى الاخوان المسلمين أتعبتمونا وأثقلتمونا بكثرة الأخطاء ولا حصر، وبتعقيد الحسابات من غير طائل، ولست أنا من يرصد بل الشارع. ولربما ظلمكم الشارع من قبل ولا يزال، لكن ألا تميزون صوت الحقيقة من وسط زحام الكلام. ألا تستشعرون نبض الشارع تجاه ترشيح الدكتور محمد مرسي. لا اعتراض على شخصه الكريم ومكانته ولا إنكار لفضله وجهاده، لكن هل هو الحصان الرابح فى مسار التوافق؟ هذه لحظة قدرية عظيمة .. وكم أضعتم من لحظات وفرص تاريخية وملتم إلى الجانب الخاطئ من التاريخ. هذه لحظة غير مسبوقة وأعظم من أي من لحظات أعوامكم الثمانين؛ فهلا غلبتم الوطن على الجماعة والشعب على التنظيم، ووقفتم إلى جانب الثوار وليس الى جانب الإخوان. أو ليس الجانبان جانبا واحدا؟ أم ترون مصر أخرى غير التى نراها؟ الحسبة بسيطة للغاية .. لكن الخطأ فيها فادح: موسى وأبوالفتوح ومرسي، وتتفرق الأصوات؛ من الرابح؟ لا تحتاج الإجابة لذكاء. هذه الحسبة البسيطة هي في أذهان الملايين من المصريين غيري، واذا استمر تعدد شخوص المرشحين بلا اتفاق على مرشح واحد، ستحدث الفرقة حتى في صفوف الإخوان أنفسهم، وفي صفوف السلفيين كذلك. مصلحة الإخوان في أن ينعم شعب مصر بقيادة رشيدة وتجربة جديدة ومستقبل واعد يكون للإخوان فيه دور فاعل في فرصة قد لا تعود. مصلحة الشعب أن يتم اختيار الرجل المناسب الذي يقدر حجم وقيمة البلد الذى يحكمه دون انحيازات لجماعة أو طائفة أو نظام سابق. أبوالفتوح هو الرجل الأنسب. ولا يقال أن يتنازل هو؛ فهو المستبصر من قبل والناصح من قبل وهو السابق حاليا والأقدر على الائتلاف وعلى تأليف قلوب المصريين. سيكون أقوى بقوتكم وتكونون معا أقوى بالشعب. أعينوا أخاكم ولا تعينوا عليه، وإن كان لكم عليه عتاب فالخطأ يرد بين الأخلاء في الخلوة وكذلك في العلن. إلى عمرو موسى انت "بك" محترم كما يقولون ولاعب سياسة رفيع المستوى. سؤال واحد وكفى: من ينبغي لي أن أحترم أكثر وأثمن أكثر ومن ثم أعطيه صوتي؟ من عاش بين الظالمين- حتى لو لم تتلوث يداه بظلمهم- ولكنه ركن إليهم وأكل على موائدهم وسكت عن ظلمهم وسار في فلكهم؟ أم من وقف أمامهم وقفة حق وأسمعهم صوت الحق ثم أنفق سنين عمره مجاهدا في العمل الوطني والتطوعي خارج الأضواء وداخل السجن؟ إلى عبد المنعم أبو الفتوح ركز أكثر من فضلك، وخاطب الشعب مباشرة، فإنه ينتظر من يحدثه لا من يتحدث عنه. أحسن اختيار رجال ونساء حملتك من المستنيرين البارعين واسعي الحيلة والدراية، وبادر بتقديم رجال دولتك لنا، وسنكفيك الدعاء حتى ساعة النصر.