تمكن الصهاينة من الحصول على حق استخدام قواعد جوية فى أذربيجان التى تقع على الحدود مع إيران .. فهل تقترب تل أبيب بذلك من شن حرب ضد بلاد الملالى ؟ فقد وصف الرئيس الأذري إلهام علييف علاقة بلاده مع الكيان الصهيوني بأنها قديمة وشامخة..فما هى الأهمية التى تمثلها إذن أذربيجان بالنسبة للدولة العبرية؟؛ فأولا تقع أذربيجان فى موقع استراتيجى ، فهى قابعة على الحدود الشمالية لايران .ويعتقد مسئولون أمريكيون رفيعو المستوى فى إدارة أوباما أن الجزء "الخفى" فى التحالف الأذربيجانى الإسرائيلى والتعاون العسكرى بين الدولتين يزيدان من احتمالات شن هجوم إسرائيلى على إيران. ويقول أربعة من الدبلوماسيين وضباط المخابرات الأمريكيين الكبار إن " الاسرائيليين اشتروا مهبطا للطائرات . وهذا المهبط هو أذربيدجان ".حيث بدأت الدولة العبرية بعد أن توترت علاقاتها مع تركيا فى البحث عن بديل لها يشكل منصة إنطلاق توجيه ضربة عسكرية ضد طهران. وسيكون بمقدور الطيران الإسرائيلى فى حال ضرب إيران من الهبوط فى أذربيجان بعد الضرب فضلا عن وجود وحدات إسرائيلية ستتمركز من أجل مهمة الاستطلاع والمساندة . فاستخدام الدولة العبرية القواعد الجوية فى أذربيجان يعد أمرا بالغ الأهمية بالنسبة لتل أبيب لأنه يعنى أن المقاتلات القاذفة الإسرائيلية من طراز " اف - 151 " و " اف - 161 " لن تكون مضطرة للتزود بالوقود فى الجو لدى شن ضربة ضد المنشآت النووية الإيرانية وإنما ستواصل طريقها ببساطة إلى الشمال وستهبط فى أذربيجان . وبالتالى لن تضطر إسرائيل إلى الاعتماد على أسطولها المتواضع من الطائرات المنوط بها تزويد المقاتلات بالوقود فى الجو فى الوقت الذى وصف فيه مسئول مخابراتى أمريكي خبرة إسرائيل فى هذا المجال بأنها " محدودة ". فكلما اضطرت المقاتلة الإسرائيلية إلى الطيران لمسافة أطول كلما احتاجت لكميات إضافية من الوقود وتقليص قوة النيران التى تحملها . إذن ، اختصار المسافة يسمح للطائرة المقاتلة بزيادة قوة نيرانها وتعزيز فرص تحقيق الضربة الجوية لأهدافها ويشير أحد ضباط الاستخبارات الأمريكية إلى أن إسرائيل تستطيع أن تزرع فى هذه المطارات وحدات محمولة بطائرات الهليكوبتر للقيام بمهام الاستطلاع والمساندة فى الأيام التى تسبق توجيه ضربة . و قد قام الجيش الإسرائيلى بمناورات ب 100 طائرة مقاتلة فوق اليونان فى إطار محاكاه لهجوم ضد إيران.ولا يستبعد احتمال أن تكون قاعدة وحدات "الاستطلاع والمساندة" الإسرائيلية فى طريقها إلى التمركز فى أذربيجان " إن لم تكن نقلت بالفعل" إلى هناك ... وربما تستخدم إسرائيل أذربيجان كقاعدة لطائراتها الاستطلاعية بدون طيار سواء فى إطار هجوم ثانى فورى ضد إيران أو من أجل تنفيذ مهمة استطلاع لتقييم النتائج المترتبة على الهجوم . وفى المقابل,تستفيد أذربيجان من علاقاتها الوطيدة مع إسرائيل حيث تعد الدولة العبرية ثانى مستورد للنفط الاذربيجانى الذى ينقله خط أنابيب النفط باكو-تبليسى-جيهان. يذكر أن العلاقات الأذربيجانية الإسرائيلية توطدت فى فبراير الماضى من خلال إبرام عقد تسليح بقيمة 1,6 مليار دولار يقضى بإمداد تل أبيب لحكومة أذربيجان بطائرات بدون طيار متطورة وأنظمة صاروخية مضادة للصواريخ. وأعرب مسئولون أمريكيون فى الاستخبارات ووزارة الخارجية عن اعتقادهم بأن إسرائيل حصلت على حق استخدام قواعد جوية فى أذربيجان بفضل سلسلة من الاتفاقات العسكرية والسياسية السرية بين باكو (عاصمة أذربيجان) وتل أبيب.