قال مساعد مقرب للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم الأحد إن الحكومة الفرنسية ستمنع الداعية المصري يوسف القرضاوي من دخول البلاد إذا لبى دعوة منظمة إسلامية لزيارة فرنسا الشهر المقبل وأعلن ساركوزي -الذى يسعى للفوز بفترة رئاسية ثانية- حملة على كل من يتبنى رسائل إسلامية متطرفة على المواقع الراديكالية على الإنترنت، وذلك فى أعقاب أعمال القتل، التى نفذها مسلح يستلهم نهج القاعدة وقال هنري جويانو مساعد ساركوزي إن الحكومة ستتخذ اجراءات لمنع الشيخ يوسف القرضاوي من دخول فرنسا إذا قرر قبول دعوة اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا، وقال جويانو المستشار الخاص لساركوزي لمحطة إذاعة فرنسية: "لا تريد الحكومة الفرنسية أن يدخل أراضيها أى رجال دين متطرفين (على حد وصفها).. هذا الشخص لا يحتاج إلى تأشيرة دخول لأنه يحمل جواز سفر دبلوماسي، لكن سيتم إتخاذ إجراءات لمنعه من دخول فرنسا" فى هذا الصدد، أعلن مسئولون من الحزب الاشتراكي الفرنسي واليمين المتطرف أن السلطات الفرنسية ألغت بناءً على طلب الحزبين منح تأشيرة دخول لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي والداعية الإسلامي الشيخ محمود المصري وذكرت صحيفة "سود أويست" الفرنسية- فى عددها الصادر الأحد- أن حزب الجبهة الوطنية (اليمين المتطرف) قد ندَّد الجمعة بالدعوة التى وجَّهها اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا إلى اثنين من الدعاة الذين وصفهما (الحزب) بأنهما "مثيران للجدل"؛ للمشاركة فى اجتماعه السنوي المقبل فى 6 أبريل المقبل فى بورجيه بشمالي باريس ونقلت الصحيفة عن مانويل فالس مدير الإعلام فى حملة المرشح الاشتراكي للانتخابات الرئاسية (فرانسوا هولاند) قوله: "إن الأجهزة الدبلوماسية أعطت تأشيرة دخول" إلى القرضاوي، مضيفًا أن "وزير الداخلية كلود جيان ألغى للتوِّ تأشيرة القرضاوي" وتساءل فالس: "هل كان سيتم إلغاء التأشيرة بهذه السرعة لو لم تقع الأحداث المأساوية الأخيرة فى تولوز ومونتوبان بجنوبي فرنسا؟" والمتهم فى ارتكابها محمد مراح الفرنسي ذو الأصول الجزائرية وأضافت الصحيفة أن وزارة الداخلية أعلنت أن "قرارات البت فى منح التأشيرات ستصدر الأسبوع المقبل بموجب الإجراءات المتبعة" فى هذا الشأن وأضافت الوزارة: "نحن مدركون للمسائل التى أثيرت.. ولم ننتظر الحزب الاشتراكي ولا الجبهة الوطنية للنظر فى التأشيرتين" يذكر أن القرضاوي الذى يقيم فى قطر هو أحد أكثر رجال الدين المسلمين السنة، الذين يحظون باحترام واسع النطاق فى العالم العربي، وهو اسم معروف فى الشرق الأوسط بفضل ظهوره الدائم على قناة الجزيرة القطرية واستقل القرضاوي العضو السابق بجماعة الإخوان المسلمين فى مصر عن الجماعة، لكنه ما زال يحتفظ بعلاقات وثيقة معها، واتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا على علاقة وثيقة أيضا بالإخوان المسلمين، وهو واحد من ثلاثة اتحادات مسلمة هناك