قتحت بنغازي مهد الثورة الليبية ذراعيها مرة أخرى للشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين . الذي قال إنه يزور ليبيا وقد تخلصت من الشر والخبث وعادت إلى جذورها الإسلامية. والمعلوم أن أخر زيارة للقرضاوى كانت منذ أربعة عقود. وخطب القرضاوي الجمعة في حشد كبير من المصلين بمسجد باب أجياد الواقع على أطراف بنغازي، متحدثا عن عراقة الشعب الليبي ونضاله وجهاده طيلة العهود الماضية، داعيا الليبيين إلى العفو والتسامح من أجل بناء بلد جديدة. وقال القرضاوي إن عالم الدين الليبي سالم الشيخي أخبره في الطائرة -أمس أثناء قدومه إلى بنغازي من الدوحة- أن الليبيين أطلقوا على جمعة هذا الأسبوع "جمعة التسامح" -التي تأتي قبل يوم من انعقاد مؤتمر المصالحة الوطنية في العاصمة طرابلس- وأن هذا دفعه إلى الحديث عن قواعد التسامح في الإسلام ومعانيه السامية. وأشار إلى أن التسامح هبة من عند الله، وعلى الليبيين طي صفحة الماضي والانطلاق نحو المستقبل، وأضاف "علينا التسامح حتى مع الأشرار إلى أن يتوبوا". وأضاف أن أهل ليبيا متسامحون ومؤمنون، موضحا أنه يريد ليبيا بدون خلافات وأحقاد بعد انتهاء عهد التكبر والجبروت وزوال معمر القذافي وأسلحته. وتابع أن ليبيا القادمة سوف تبنى بالعلم والحرية والشورى والديمقراطية الحقيقية، موضحا أن الشعب الليبي مسلم. من جانب آخر، أشاد القرضاوي ببطولات الشعب الليبي وتضحياته الكبيرة في سبيل الحصول على حريته، وقال "حياكم الله يا أهل ليبيا، أنتم أبنائي وأسرتي وبلدي". وفي فترة المساء، حيا القرضاوي بساحة التحرير في بنغازي أهل المدينة، وطالب بإيجاد فرصة أكبر للنساء الليبيات، مؤكدا أنه متفائل بمستقبل ليبيا ما بعد القذافي. ونفى رئيس هيئة علماء ليبيا غيث الفاخري أي طابع سياسي للزيارة، مؤكدا أنها زيارة لوأد الفتنة وتثبيت الثورة وتصحيح المسار. ومن جانبه، قال الداعية الإسلامي ونيس المبروك الفسي إن زيارة القرضاوي هي إعادة اعتبار لدور علماء الأمة، معتبرا دورهم الجديد في قيادة الشعوب الخارجة للتو من رحم الدكتاتوريات "حقيقي وطلائعي". ورحب الفسي بشدة بزيارة القرضاوي، لكنه رد على من يقولون إن زيارته هي دعم ل"إخوان ليبيا"، بأن عليهم التأنق في ألفاظهم ومراعاة المرحلة التي تمر بها البلاد، مؤكدا أن الشيخ هو ضمير الأمة وقد قال مرارا إنه ليس ملكا لأحد، رغم انتمائه لمدرسة الإخوان المسلمين.