الكويت: أعلن العالم والباحث الفضائي في وكالة "ناسا" الأمريكية لأبحاث الفضاء الدكتور عصام حجي عن نجاح التجربة العلمية لاكتشاف المياه الجوفية في صحراء الكويت. وأشار حجي إلى أنها التجربة الأولى لفهم تطور المياه الجوفية في الشرق الأوسط، موضحاً أن هذه التجربة العلمية نجحت بتصوير المياه الجوفية على عمق يتراوح بين20 متراً إلى 65 متراً في شمال الكويت، باستخدام نموذج مصغر لقمر صناعي يستخدم الموجات الرادارية منخفضة التردد وضع على طائرات مروحية تابعة لقوات الشرطة الجوية الكويتية. وأشار حجي خلال مؤتمر صحفي عقد في جمعية الصحفيين الكويتية، إلى أن الكويت هى أول بلد عربي يشارك وكالة الفضاء الأمريكية بعمل فضائي علمي بحت، معلناً عن مشروع تعاون ل"ناسا" مع الشرق الأوسط عبر معهد الكويت للأبحاث العلمية، بهدف إنشاء أول قمر صناعي علمي لدراسة التغيرات المناخية على الجليد والمياه الجوفية، مؤكداً أن هذه التجربة ستعمم على أكثر من منطقة، وأنه سيطور بأجهزة رادارية قادرة على تصوير عمق 600 متر تحت الأرض عبر قمر صناعي سيطلق خلال 5 سنوات بتكلفة 167 مليون دولار أمريكي، بتمويل مشترك بين "ناسا" 160 مليوناً ومعهد الكويت للأبحاث العلمية 7 ملايين دولار. وأوضح أن الكويت ستكون شريكاً أساسياً ل"ناسا" في تصنيع اجهزة البث الرادارية التي ستركب على القمر لإرسال المعلومات الى مركز سيكون موقعه الكويت التي بدورها ستوزع المعلومات إلى العالم، طبقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط". وعن أسباب اختيار صحراء الكويت لإجراء هذه التجربة, بين عالم الفضاء في وكالة "ناسا" الأمريكية عصام حجي أنها متعددة أبرزها أن الكويت صحراوية جافة، وأراضيها مسطحة، وهى شروط لعمل الرادار، بالإضافة إلى وجود قاعدة بيانات مهمة وفرها معهد الأبحاث عن المياه الجوفية في صحراء الكويت، مؤكدين أن سرعة اتخاذ القرار من قبل المسئولين في الكويت وسرعة الإنجاز والتنفيذ كان لهما الدور الأكبر في عملية الاختيار. وأضاف أنه تم تصنيع جزء من الأجهزة المستخدمة في التجربة بالمعهد، كما أن الفريق قام بتحديد الأماكن التي يجب التصوير فيها، ومشدداً على أن التعاون كان علمياً وليس تمويلياً، مشيراً إلى بعض المخاطر التي صادفت فريق العمل أثناء التجربة الميدانية في صحراء شمال الكويت ومنها عمليات الطيران، والتي كانت تتم على ارتفاعات منخفضة جدا (300 متر) في ظل ظروف مناخية صعبة أحياناً. ومن ناحيته، أعلن الدكتور خالد البراك مدير ادارة علوم المياه في معهد الكويت للأبحاث العلمية عن اتفاقية ستوقع مع الوكالة الأمريكية في بداية العام المقبل ستشمل مختلف أشكال التعاون العلمي وليس في ما خص المياه فقط، مشيراً إلى أن التجربة العلمية التي تم تنفيذها تأتي ضمن برامج التواصل في استراتيجية المعهد، وأن المعهد استطاع ترجمة التعاون الذي أدارته "ناسا" على أرض الواقع عبر توفير جميع الوسائل اللوجيستية وتذليل العقبات ووضع آلية للعمل على سرعة الإنجاز، وبالفعل انجز العمل في مدة 7 أشهر. وقال إن الكويت من أكثر الدول جفافاً، وفي الوقت نفسه هى من أكثر الدول استهلاكاً للمياه التي يتم تحليتها من مياه البحر، وأن عمليات التحلية تتعرض أحياناً إلى مخاطر، وفي ظل غياب المصادر الطبيعية السطحية للمياه، تبقى المياه الجوفية هى أبرز ما يجب التعرف عليه وتحديد حجمه ضمن وضع استراتيجية للأمن المائي.