لأول مرة باللغة العربية تصدرالأعمال الشعرية الكاملة لقسطنطين كفافيس مؤسس الحداثة الشعرية اليونانية، وأحد رواد الحداثة الشعرية الكبار في لغات العالم. الاعمال من إنجاز الشاعر رفعت سلام , وتصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة وتقع الترجمة العربية الكاملة في نحو 700 صفحة من القطع الكبير، وتضم خمس مجموعات شعرية (هي كل ما أنجزه كفافيس)، لم يترجم منها- من قبل- إلى العربية سوى مجموعة واحدة، هي المجموعة الأولى: قصائد منشورة، قصائد غير منشورة، قصائد أولى، قصائد غير مكتملة، قصائد نثر، وتأملاته حول الشعر والأخلاق. والكتاب يضم- فضلا عن النصوص الشعرية- أربع مقدمات لكل من الروائي البريطاني إ. م. فورستر، والشاعر البريطاني الأمريكي أودِن، والأكاديمي الأمريكي باورسوك، ومقدمة المترجم نفسه، مع "إضاءات" النصوص الشعرية بمئات الملاحظات الضرورية، للإحاطة بالنصوص والترجمة. ويتخلل النصوص الشعرية- في ترجمتها العربية- عدد من المخطوطات الأصلية لبعض القصائد، بخط يد كفافيس نفسه، فيما يتضمن الكتاب- في خاتمته- ملفا يحمل عنوان "وجوه كفافيس"، يضم عشرات الصور الفوتوغرافية ورسوم الكاريكاتير لكفافيس، التي أنجزها مصورون وفنانون يونانيون. وكفافيس (29 أبريل 1863-29 أبريل 1933)بدأ كتابة الشعر في التاسعة عشرة من عمره ونشر أول مجموعة مطبوعة من أشعاره في الواحدة والأربعون من عمره في عام 1904، وكانت تتكون من أربعة عشرة قصيدة، وقي عام 1910 نشر ثاني مجموعاته وكانت عبارة عن الأربعة عشرة قصيدة الأولى بالإضافة إلى إثنا عشرة قصيدة جديدة، ونشرت له مجلة " الحياة الجديدة " قصائد من عام 1908 حتى عام 1918 ومع مرور الوقت تجاوزت شهرته الأسكندرية ووصلت للأفاق العالمية. كان حفيد تاجر ألماس يونانى وأبوه كان رجل أعمال وأمه من الطبقة الارستقراطية. وكان الابن التاسع بعد اخت تسمى " هيلينى " ماتت وهي صغيرة، ولأنها كانت وحيدة بناتها حاولت أمه أن تعوض خسارتها بمعاملة كفافيس كبنت وتلبسه ملابس البنات وتمشط له شعره وكانت قليلاً ما تفارقه ويفسر البعض بهذا كونه خجولاً ومنطوياً وقليل الاعتماد على نفسه. نال كافافيس شهادة دبلوم التجارة وعمل كسمسار وموظف. وبعد ما توفيت أمه التي كان يحبها عام 1899 توفى أكبر إخوته جورج عام 1900 وأخواته أريستيديس عام 1902 وألكسندر الذي كان أحب إخوانه إليه عام 1903 وجون عام 1923 وبول عام 1920. وقي عام 1923 أصيب كفافيس بمرض سرطان الحنجرة وفقد القدرة على الكلام وقضى آخر أيامه في المستشفى اليونانى بالأسكندرية. تحول بيت كافافيس في الدور التالت بمبنى قديم خلف مسرح سيد درويش في محطة الرمل بالأسكندرية لمتحف. كان قبلها فندقاً يسمى " بنسيون أمير " واشترته القنصلية اليونانية في الأسكندرية وحولته لمتحف عام 1991. ويضم المتحف قناع الدفن الخاص بكافافيس وأثاثاً وهدايا من الكنيسى اليونانيى ومؤلفاته وشرائط تحوى قصائده ملحنة ونصوصاً مكتوبة بخط يده وأيقونات ومجلد ضخم يسمى " دليل الأسكندريه " فيه صور قديمة نادرة ولوحه زيتية لللخديوى إسماعيل الذي كان صديقاً لوالد كفافيس، ووضعت لافتة من رخام الأسود في مدخل المبنى مكتوب عليها " في هذا البيت عاش كفافيس آخر خمسة وعشرون سنة من حياته ".