نحن نعلم أنه في الوقت الذي كان الرئيس بيل كلينتون يتمتم فيه بكلمات عن \" عداوات ترجع تاريخيا إلى 500 سنة، والبعض كان يقول إنها ألف سنة تقريبا \"، كانت البوسنة تحترق. نحن نعلم ما الذي كان يعنيه ذلك الحديث عن المظالم والأحزان العسيرة التي ترجع إلى عام 995 للتواصل والاتصال: لا يوجد تدخل غربي يمكن أن ينجز ويحقق أي شئ في مستنقع البلقان. \r\n بعد القتل الجماعي فقط لمسلمي البوسنة في سربرينتسا، وبعد ثلاث سنوات من الإبادة الجماعية الأولية التي قام بها الصرب في عام 1992 ضد السكان البوسنيين ( وبعد سنة من إبادة جماعية في رواندا تحت سمع وبصر بيل كلينتون)، قام كلينتون بشئ أساسي فيه عزيمة. فقد قام حلف شمال الأطلسي \" الناتو \" بحملة قصف جوي، وقام ريتشارد هولبروك بعمله المتقد اللامع في \" دايتون \" في شهر نوفمبر عام 1995، وصمتت أصوات المدافع في البوسنة. \r\n ولذا، فقد انتهت الحرب حقا عندما وصلت هيلاري كلينتون إلى بلدة توزلا شمال شرق البوسنة في الخامس والعشرين من مارس عام 1996. وقد انتهت الحرب، على الرغم من أنها ( أي هيلاري كلينتون ) تذكرت مؤخرا \" الهبوط تحت نيران القناصة \". وقد انتهت الحرب عندما \" جرينا فحسب ورؤوسنا خفيضة للدخول في المركبات للذهاب إلى قاعدتنا\". \r\n لقد زرتُ أنا ( كاتب هذا المقال ) أيضا تلك القاعدة في عام 1996 للحديث مع الجنرال وليام ناش، الذي كان وقتها قائدا للقوات الأميركية في البوسنة. ولو عايشتم الحرب، لرأيتم القاعدة الأميركية معجزة صغيرة للنظام والأمن الأميركي. \r\n إن تدخل هيلاري كلينتون مثير للفضول وخداع: فأبناء سراييفو الذين كانوا يعانون فروا من القناصة خلال الحرب التي تركها زوجها تتفاقم وتستفحل وتزداد سوءا. والخطر المخترع- المفترض أنه يظهر الشجاعة - يمكن أن يكشف ويفضح الجرم والذنب بدلا من ذلك. \r\n ولكنني لن أحلل نفسيا آل كلينتون. وأنا ليس لدي المجال لسبر أغوار مثل ذلك الطموح الذي لا يخمد. قليلون يفعلون ذلك. وعلى أية حال، هي ( أي هيلاري كلينتون ) تقول الآن إنها \" قد نُقل خطأ على لسانها \" كلام عن توزلا. وهذه نهاية القصة، كما يمكن أن تقولوا. ولكنني سأقول إنها بداية قصة أخرى أكثر أهمية. \r\n لقد ألفت هيلاري كلينتون قصة نيران قناصة في البوسنة في محاولة لإظهار أنها أشد وأكثر صلابة من باراك أوباما؛ وأنها قائدة قوية محنكة مفترضة مستعدة للاستجابة لأزمة عندما يدعو الداعي. \r\n إن كلام جون ماكين الأخير الخاطئ عن إيران، والذي أدخل فيه \" القاعدة \" \r\n ( السنية ) في إيران ( الشيعية ) وخلط بينهما، أظهر أيضا استعراضا للعضلات: فهو أراد أن يشير إلى صلابة وجلد وغلظة أمام ملالي طهران، حيث أشار أوباما إلى أنه سيسعى إلى الحوار. \r\n ولكن ما تحتاجه الولاياتالمتحدة الآن، وأولئك الذين ينظرون إليها، ليس هو مزيد من التبجح من البيت الأبيض. فنحن كان لدينا جرعة من التبجح عمرها سبع سنوات. وهذا كاف. \r\n وما هو هناك حاجة إليه هو بالأحرى شئ جديد، تفكير إبداعي خلاق بشأن عالم متغير تحتاج فيه أميركا وحلفاؤها إلى العمل معا لنشر السلام والرخاء والحرية والمساواة والأمن والديمقراطية حقا. \r\n إن القوة الأميركية الصلبة لم تجد نفعا ولم تنجح. وكان الغزو الأميركي للعراق أخرق غير متقن. والقوة الأوروبية الناعمة غير كافية. \r\n وكما يشير كونستانز ستلزنموللر من \" صندوق مارشال \" في مقالة مهمة حديثة معنونة \" إخفاقات القوة بين الأطلنطي \" بقوله \" إن اتحادا أوروبيا به 27 دولة عضو وإجمالي 1.8 مليون رجل وامرأة يحملون سلاحا\" غير قادر من جانبه على إحلال السلام والهدوء في كوسوفو الصغيرة ( \" التي هي في ربع حجم سويسرا \"). لقد انقضت رابطة سنوات الحرب الباردة بين الأطلنطي إلى الأبد. والتحالف في سبيله إلى أن يكون خاسرا، وأكثر برجماتية. ولكن عليه أن يجد \" الخلطة الصحيحة بين المثالية والواقعية \" وتلاحم وتماسك جديد. \r\n إن مناقشة السياسة الخارجية في هذه الحملة الانتخابية كانت رديئة. وأنا أود سماع شئ عما يُسمى \" الحرب العالمية على الإرهاب \"، وهي قلب ولب الاستراتيجية الأمنية القومية الأميركية. وهي ترقى لحرب بدون نهاية ذلك لأن \" الإرهاب \" هو تكتيك، والتكتيكات لا يتنازل عنها. إن ما يُسمى \" الحرب العالمية على الإرهاب \" يجب أن يُتخلى عنه: فهي مسببة للخلاف والشقاق وغادرة داخليا. و \" القاعدة \" يمكن ضربها وهزيمتها بدون ما يسمى \" الحرب العالمية على الإرهاب\". \r\n وأنا أود بعض المناقشة لما قد يفعله حلف شمال الأطلنطي \" الناتو \" للمساعدة في تحمل العبء العراقي وتسهيل خروج معظم القوات الأميركية من العراق. \r\n وحول المسائل العابرة للحدود - الإرهاب، وتقلب واضطراب سوق المال، والاحتباس الحراري- وحول إيران، والمشكلة الإسرائيلية-الفلسطينية، وأفغانستان، وباكستان، والعراق، هناك ثلاثة أشياء جوهرية ومهمة : سلطة أخلاقية جديدة في البيت الأبيض، والقدرة على تفكير استراتيجي أصيل وفهم القرن الحادي والعشرين للشبكات العابرة للحدود التي شبكت البشرية في علاقات جديدة. \r\n لقد فعل أوباما، في خطبته عن الجنس أو العنصر، أشياء مهمة. فقد واجه الحقيقة، والواقع، وفكر تفكيرا عظيما، وسبر أغوار الانقسام، وخطط للتقارب والتلاقي. وأخذ الأميركيين وأناسا كثيرين فيما وراء الشواطئ الأميركية إلى مكان مختلف فيه إعمال للعقل. تخيلوا تلك القدرة المستخدمة والمطبقة على ما يُسمى \" الحرب العالمية على الإرهاب \"، وإيران، وروسيا، والصين، والصراع الفلسطيني-الإسرائيلي... وإذا لم تكونوا تحبوا صوت ذلك، هناك دائما المتبجح المختال المتمرس من النوع الذي يفر من قناصة خياليين! \r\n \r\n روجر كوهين \r\n محرر بصحيفة \" إنترناشيونال هيرالد تريبيون \" \r\n خدمة \" إنترناشيونال هيرالد تريبيون \" - خاص ب\" الوطن \"