\r\n \r\n \r\n \r\n وما يحدث الآن في ساحة العلن هو أن كلاً من الولاياتالمتحدةوإيران تتبنى موقفاً يعكس اختلافاً بيناً عن موقف الأخرى وذلك فيما يتعلق بالأهداف التي يمكن تحقيقها من خلال الاتصالات التي تتم بينهما. \r\n \r\n وحتى إذا ما افترضنا أن الرئيس بوش سيتخلى عن النظر إلى إيران باعتبارها أحد أضلاع \"محور الشر\"، فإن السؤال الذي يطرحه البعض، هو ما إذا كانت إيران ستكون راغبة بعد ذلك في مساعدة أميركا على الخروج من العراق أم لا؟ وإذا كانت الإجابة عن السؤال بالإيجاب، فما هو الثمن الذي تطلبه لقاء ذلك؟ \r\n \r\n حول هذه النقطة يقول \"أمير محبيان\" رئيس تحرير صحيفة \"رسالات\" الإيرانية المحافظة: إذا أرادت أميركا أن تتعامل مع إيران بشأن مساعدتها على الخروج من العراق، فإنها يجب أن تنظر إلى الأمر في إطار حزمة من الموضوعات، ومنها -بل لعل أهمها- أن تنظر أميركا إلى إيران على أنها قوة إقليمية وليست مجرد دولة مثل غيرها من الدول في الإقليم\". يذكر أن بوش كان قد تحدث أخيراً بنبرة استخفافية عن إدخال إيران في معادلة العراق. \r\n \r\n كما أن \"جيمس بيكر\" الرئيس المشارك لمجموعة دراسة العراق الذي التقى مؤخراً بالسفير الإيراني لدى المنظمة الدولية \"جواد ظريف\" قلل بدوره من احتمال قيام إيران بمساعدة الولاياتالمتحدة في العراق، وذلك في كلمة له أمام الكونجرس الأسبوع الماضي. \r\n \r\n ويعتقد المحللون في طهران أن إيران قد تكون مستعدة للتعاون مع الولاياتالمتحدة، على أن يكون ذلك في إطار صفقة أوسع نطاقاً تشمل -ضمن بنود أخرى- قيام مجلس الأمن بوقف محاولاته لصوغ قرار بفرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي. \r\n \r\n وقد تتوقع إيران أن توافق الولاياتالمتحدة على استمرار جهودها في مجال تخصيب اليورانيوم، والاعتراف بالنظام الإيراني بعد 27 عاماً من الإحجام عن التعامل معه، وتقديم ضمانات بأن إيران لن تكون هدفاً لعمليات عسكرية من جانب الولاياتالمتحدة. \r\n \r\n ويقول \"ناصر هاديان جازي\" أستاذ العلوم السياسية بجامعة طهران: \"إذا ما قامت الولاياتالمتحدة بمحاولات جادة للتوصل إلى حلول للمشاكل القائمة مع إيران، فإن إيران ستكون مستعدة للغاية لمساعدتها في العراق شريطة أن يكون ذلك في إطار صفقة شاملة\". \r\n \r\n وهذا النمط من التفكير يمثل تغيراً دراماتيكياً في التفكير الإيراني عما كان سائداً في ربيع عام 2003، عندما غزت الولاياتالمتحدة العراق، حيث كانت إيران في ذلك الوقت، تعتقد أنها ستكون الدولة التالية في القائمة الأميركية لتغيير الأنظمة. \r\n \r\n ونظراً لإحساسها بالخطر في ذلك الوقت فإن إيران أرسلت -في بادرة لم يسبق لها مثيل من قبل- رسالة سرية للبيت الأبيض تعلن فيها استعدادها للدخول في مباحثات معها حول كافة القضايا بدءاً من برنامجها النووي المثير للجدل، وحتى دعمها لمليشيات \"حزب الله\" اللبناني وحركة \"حماس\" الفلسطينية. \r\n \r\n ولكن الذي حدث في ذلك الوقت، هو أن فريق بوش تجاهل تلك الرسالة، بل وأنحى باللائمة على السفير السويسري في طهران على قيامه بتوصيلها. \r\n \r\n أما الآن فإن الوضع قد تغير تماماً، حيث نجد أن الإيرانيين وبعد أن رأوا الولاياتالمتحدة وهي تغوص في المستنقع العراقي، وتسعى إلى الخروج من هناك بطريقة تنقذ ماء وجهها، هم الذين يفرضون الشروط التي يجب أن يتم التعاون بين الدولتين في الشأن العراقي بناء عليها. \r\n \r\n وهم يقولون إنهم قد عانوا من قبل من التعاون مع الأميركيين، وإنهم بعد أن قدموا لأميركا المساعدة في هزيمة \"طالبان\"، وطرد \"القاعدة\" من أفغانستان، كوفئوا من قبل إدارة بوش بعد ذلك بأسابيع بتصنيفهم كدولة من دول \"محور الشر\". \r\n \r\n ويقول محبيان: \"إن المسألة عبارة عن لعبة... وإن الولاياتالمتحدة تريد من إيران أن تساعدها على حل مشكلاتها في العراق قبل الانتخابات الرئاسية عام 2008... وبعد انتهاء تلك الانتخابات ستعود مرة ثانية إلى وصف إيران بأنها دولة من دول محور الشر\". \r\n \r\n ويضيف \"محبيان\" أن القرار الإيراني النهائي بالتعاون مع الولاياتالمتحدة في انتظار صدور المزيد من الإشارات من واشنطن لأن كل ما سمعته منها إيران حتى الآن هو مجرد شعارات، ويضيف: \"ونحن في إيران لا يهمنا ما يصدر عن أفواه المسؤولين الأميركيين ولكن ما يصدر عن أيديهم من أفعال\". \r\n \r\n وللولايات المتحدةوإيران مصلحة في استقرار الأمور في العراق وبقائه كدولة متماسكة موحدة، وليس أرضاً لتفريخ المزيد من الإرهابيين -كما يقول المحللون الإيرانيون. ولكن الجزاء الذي لقيته إيران من الولاياتالمتحدة عقب التعاون معها في أفغانستان يجعل الزعماء الإيرانيين غير متأكدين من موقفهم تجاه عرض التعاون الأميركي. \r\n \r\n ويقول هؤلاء المحللون إن إيران لن تستطيع بمفردها تحقيق الاستقرار في العراق، ولكنها يمكن أن تستغل نفوذها لدى أصدقائها من الشيعة الذين يديرون الحكومة العراقية، التي تحيط بها المشكلات، من أجل تخفيف التوتر الطائفي والمساعدة على تشكيل حكومة وحدة وطنية. \r\n \r\n ويعلق دبلوماسي أوروبي على ذلك بقوله: \"إن الوضع لن يكون أسوأ إذا ما قالت إيران إنها ستساعد... ولكن السؤال هو: ما هو مقدار التحسن الذي سيطرأ على ذلك الوضع إن هي فعلت ذلك؟\"، ويضيف هذا الدبلوماسي الذي رفض الإفصاح عن اسمه: \"إن إيران تنظر إلى كل العناصر المحيطة بالموقف على أنها تمثل مكونات للعبة كبرى، ولذلك فإن السعر الذي تطالب به سيواصل ارتفاعه كلما ازداد الموقف الأميركي في المنطقة حرجاً\". \r\n \r\n \r\n سكوت بيترسون \r\n \r\n مراسل \"كريستيان ساينس مونيتور\"- طهران \r\n \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"كريستيان ساينس مونيتور\" \r\n \r\n