\r\n وكان عام 2006 عاماً صعباً في منطقة الشرق الأوسط بكل المقاييس بسبب الحرب المدمرة في لبنان، استمرار محنة الفلسطينيين وسقوط العراق المطرد في هوة الحرب الأهلية وهو ما تسبب في حدوث خسائر ضخمة بالأرواح والممتلكات. ولكن ما هي النتائج الإضافية لهذه الأحداث ؟ \r\n وقد طلب منا مجلس الأعمال العربي اضافة بعض الاسئلة الى المسح الذي أجريناه في عام 2006 لتقييم أثر التطورات الإقليمية على البيئة الاقتصادية والسياسية في كل الدول التي يغطيها استطلاعنا السنوي وهي (الإمارات، السعودية، مصر، الأردن، لبنان، المغرب). والذي توصلنا إليه هو أن هذه الصراعات كان لها تأثيرات كبيرة في كل الدول التي غطاها المسح. وفي الحقيقة، اختلف تأثير هذه القضايا من دولة لأخرى، ولكن التأثير المشترك واضح جداً. \r\n وعندما سألنا الأشخاص الذين شاركوا في الاستطلاع في الدول الست أن يحددوا نسبة الأدوار التي لعبتها بعض القضايا في الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية بالمنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط على نطاق واسع، احتل الصراع العربي الاسرائيلي وقضية العراق أعلى النسب في الامارات والسعودية ومصر والأردن. وتطرح لبنان بالطبع قضية خاصة ليس فقط لأنها هي الدولة الوحيدة التي يحدث صراع بالفعل على أراضيها من بين الدول الست التي غطاها الاستطلاع. ومنذ عام، بدا أن اللبنانيين قد نهضوا من كبوتهم. وعلى الرغم من الانقسامات الداخلية المستمرة، تميز عام 2005 بأنه أول عام يبدي فيه اللبنانيون قدراً معقولاً من التفاؤل بشأن مستقبلهم السياسي واحوالهم المعيشية. ويكفي أن نقول أن مكاسب العام الماضي قد محيت. ولكن ليس فقط في لبنان؛ فعندما سألنا المشاركين عما إذا كانوا يشعرون بأنهم في وضعية أفضل من تلك الوضعية التي كانوا عليها منذ 4 سنوات، في خمس من الدول الست التي غطاها المسح، أعطى المشاركون انطباعات سلبية. وعندما سئلوا عما اذا كانوا يتوقعون تحسن أحوالهم خلال السنوات الأربع المقبلة، كانت الانطباعات سلبية أيضاُ، في بعض القضايا على وجه الخصوص بالدول الست. وما أثار قلقنا هو العدد الضخم من المشاركين الذين قالوا ببساطة انهم ليسوا متأكدين من أوضاعهم المعيشية في المستقبل. وعلى سبيل المثال، عبر أكثر من ثلث المشاركين في الاستطلاع بالمغرب ولبنان وأكثر من ثلاثة أرباع المشاركين في الامارات عن تشككهم في مستقبلهم المعيشي. وتشير كل هذه النقاط إلى حقيقة واضحة هي أن شعوب الدول العربية ليست مرتبطة عضوياً فقط من خلال الجغرافيا ولكنها تشترك أيضاً في التاريخ والثقافة والعاطفة. ونتيجة لذلك، ارتفع عدد الصراعات التي وقعت في المنطقة والتي أخذت تطوراً درامياً سيئاً في العام الحالي، وهو ما ترك انطباعات سيئة جيداً في عقول الشعوب العربية. \r\n وبينما تستمر الولاياتالمتحدة في النظر إلى مشاكل المنطقة بحذر وتتوقع أن تستمر هذه المشاكل على نحو اعتيادي لتنتقل الى الدول التي لا تشارك مباشرة في مواقف الصراع، ترى شعوب المنطقة الحقيقة بشكل مختلف جداً. ويمتد أثر هذه الصراعات إلى ما وراء الحدود. ويمكن أن تكون عائدات النفط قد ارتفعت في دول الخليج على سبيل المثال، ولكن الاهتمام بمحنة الشعب الفلسطيني والخوف من تدهور الأوضاع في العراق اجتمعا ليحدا من مشاعر التفاؤل والثقة لدى شعوب الدول العربية. ويمكن الشعور بالقوى المحركة التي أطلقتها الحرب في لبنان فيما وراء الصراعات الدائرة حالياً في منطقة الشرق الأوسط. \r\n وقد تجمعت كل هذه الصراعات لتصبح مشكلة خطيرة. والذي تعلمناه من هذا المسح هو أن الشعوب العربية باتت تمتلك نزعة معادية للولايات المتحدة باستمرار، وهو ما يشكل ضغطا حقيقيا على حلفاء الولاياتالمتحدة (تجدر الإشارة الى أن كل الدول التي يغطيها المسح هي دول حليفة للولايات المتحدة). وقد تسبب تنامي قوة ايران في حدوث قلق متزايد لدى حكومات الدول في منطقة الشرق الأوسط وتزايد الانقسامات الطائفية وزيادة التأييد للجماعات المتشددة. ويمكن أن تساهم كل هذه النتائج في تعكير المزاج العام لدى شعوب دول الشرق الأوسط وتزايد مشاعر الشك والريبة إزاء نوايا الولاياتالمتحدة، وهذا الأمر ليس جيداً فيما يتعلق بالتخطيط الاقتصادي أو التقدم تجاه إجراء اصلاح سياسي داخلي في دول المنطقة. \r\n \r\n جيمس زغبي \r\n رئيس المعهد العربي الأميركي \r\n