\r\n \r\n ويأتي هذا الاعتراف من الرئيس بوش, بأن الولاياتالمتحدة ربما تكون وصلت الى نقطة التحول في الحرب.. ويذكر هنا ان هجوم تيت في يتنام ادى الى فقدان الثقة تماما بالوجود الامريكي هناك.. وخلال احد افظع الشهور المميتة بالنسبة للقوات الامريكية منذ غزو العراق. \r\n \r\n ففي الاسابيع الثلاثة الاولى من شهر تشرين الاول, ارتفع عدد القتلى من القوات الامريكية في العراق, الى اكثر من ,75 الامر الذي عمّق الاحساس بأن امريكا وقعت في شرك وضع غير قابل لتحقيق الانتصار فيه, وألحق المزيد من الاضرار بفرص الجمهوريين في الانتخابات النصفية, وبمستوى ادنى ممّا كانت عليه قبل ثلاثة اسابيع. \r\n \r\n وقال اللواء ويليام كالدويل, المتحدث باسم القيادة العسكرية الامريكية, ان اتساع نطاق اعمال القتل الطائفي في بغداد, قد اضطر البنتاغون الى اعادة النظر في مجمل الخطة الامنية الخاصة بالعاصمة. كما أبلغ الصحافيين بأن »اعمال العنف في بغداد مثبطة للعزيمة, في الواقع«. فمنذ شهر آب المنصرم, دفعت الولاياتالمتحدة 12000 من القوات الامريكية والعراقية الاضافية الى العاصمة, لتجد نفسها امام زيادة بنسبة 22 بالمئة في الهجمات, منذ بداية شهر رمضان. \r\n \r\n ومضى اللواء كالدويل في حديثه للصحافيين ليقول ان »عملية معا للأمام احدثت اختلافا في مناطق التركيز, لكنها لم تحقّق كلّ توقعاتنا في تقليص مستوى اعمال العنف«. \r\n \r\n ويأتي هذا التقييم الكئيب في وقت يبدو فيه التفكير الرسمي آخذ في التحول بشأن الحرب, مع ورود تقارير عن تشكيل مجموعة دراسة, برئاسة احد الموالين لعائلة بوش, ووزير الخارجية الاسبق, جيمس بيكر, ربما للقيام بمهمة وضع خطة لاخراج القوات الامريكية من العراق. \r\n \r\n ان مثل هذه الاستراتيجية لم يكن واردا التفكير بها عند الرئيس بوش, الذي اشتهر بقسمه بالاحتفاظ بالقوات الامريكية في العراق, حتى لو لم يلق الدعم والتأييد الا من زوجته لاورا, وكلبه بارني. \r\n \r\n ومهما يكن من امر, فيبدو على الرئيس الآن, أن لديه الرغبة في الاعتراف بأن الجمهور الامريكي العام, فقد الثقة في تورّط ادارته في العراق. ولأوّل مرّة, سلّم بوش مؤخرا بوجود تشابه بين العراق و يتنام. ويُذكر هنا ان مثل هذه المقارنة كانت ترفض بشدّة من البيت الابيض, والذي يتمسك بموقف ان الولاياتالمتحدة ستنجح في تحقيق الاستقرار للعراق, والديمقراطية للشرق الاوسط. \r\n \r\n وبدا الرئيس بوش كذلك موافقا على ان التصعيد في اعمال القتل الطائفية في العراق, قد يثبت انه عامل مُثبّط للمعنويات بالنسبة لمهمّة ادارته هناك, مثلما كان »هجوم تيت« في فيتنام عام 1968 - .1969 وعلى الرغم من أن ذلك الهجوم أحرز هزيمة بالنسبة لقوات فيتنام الشمالية, إلاّ أنه حوّل الرأي العام الأمريكي إلى مناهض للحرب, وضد الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت, ليندون جونسون. وقال بوش في هذا الخصوص, في مقابلة اجراها معه تلفزيون (إيه. بي. سي), »لا شك ان هناك تصعيداً في مستوى اعمال العنف, ونحن متّجهون حاليا الى اجراء انتخابات«. وقال أيضاً إنه يدرك بأن المقاومة تحاول طرد القوات الامريكية من العراق, »ولدي احساس بأن جميع هذه الفصائل تحاول منذ وقت طويل ايقاع خسائر كافية في قواتنا كي نغادر العراق«. \r\n \r\n وفي حين يعترف الرئيس بوش بآثار العوامل المثبطة للمعنويات من فعل العنف, فلا تبدو أية بادرة من البيت الأبيض, بأنه وصل الى النتيجة ذاتها التي وصل اليها النقّاد, والذين يطالبون بانسحاب مبكّر للقوات الأمريكية من العراق. فأبلغ السكرتير الصحافي للبيت الأبيض, طوني سنو, مجموعة من الصحافيين, »ان الرئيس كان يشير في حديثه إلى نقطة طالما ركّز عليها من قبل, وهي ان الارهابيين يحاولون استغلال الصّور, ويحاولون استخدام وسائل الاعلام كموصلات للتأثير في الرأي العام داخل الولاياتالمتحدة«. ورفض سنو المقارنة بين الرئيس بوش والرئيس جونسون, قائلا: »ان الامر الهام الذي ينبغي تذكّره هو ان الرئيس مصمّم على الاّ تتكرّر الحال في العراق, لأن لدينا رئيسا عازما على الانتصار«. مضيفاً »اننا لا نعتقد أننا وصلنا الى نقطة الانكفاء, بل اننا سنواصل - وهذا هو الامر الاكثر اهمية, من حيث موقف الحكومة وموقف الادارة - العمل بتحقيق النصر بقوة«. \r\n \r\n ملاحظة: يُرى إلى \"هجوم تيت\" الذي شنّته القوات الامريكية في كانون الثاني ,1968 على أنه نقطة تحوّل في التورط الأمريكي في الحرب على يتنام. وقد كانت موجات الهجوم على سايغون وغيرها من المدن الجنوبية كارثية بالنسبة لل ييت كونغ والجيش الفيتنامي الشمالي. لكن صور العنف - بما فيها هجوم الكوماندوز على السفارة الامريكية في سايغون - فضحت المزاعم الجوفاء للبنتاغون, بأن أمريكا تسيطر على الوضع. وأدّى ذلك الهجوم الى زعزعة ثقة الرأي العام الأمريكي بقيادة الجنرال ويليام ويستمورلاند في فيتنام, وبالرئيس ليندون جونسون في ذلك الوقت. \r\n