\r\n \r\n ر ان روسيا عازمة على تحقيق اهدافها الاقتصادية حتى لو كان تحقيقها سيكون بدون الولاياتالمتحدة.فقد بشر بنك روسيا اكثر من مرة العام الماضي بالدور المتزايد لليورو في سياسة اسعار صرفه.ولاحظت في كثير من الفنادق الروسية ان عدادات العملات هي بالروبل واليورو وليس بالدولار.وهذا الابعاد لاميركا يظهر في مجالات اخرى حيوية.حيث تولي روسيا اهتماما كبيرا بالسوق الصيني المتوسع وفي ربط استراتيجيتها الامنية بالقوة المتزايدة للصين. \r\n ان روسيا تمتع بموقع فريد من ناحية الجغرافيا السياسية ومن الناحية السياسة لتلبية طلب الصين الذي يتزايد بشكل سريع على الطاقة والموارد الطبيعية والاخشاب.وتوفر الصين لروسيا سوق رائجة للاسلحة عالية التقنية.ففي مقالة في صحيفة بكين ريفيو في 2005 كتب السفير الروسي لدى الصين سيرغي رازوف عن العلاقات الثنائية مع الصين ووصفها بانها في اعلى مستوى لها على مدى التاريخ مستشهدا في ذلك باول مناورات عسكرية تتم بين البلدين والنمو التجاري السريع والذي تجاوز حجمه 29بليون دولار في العام الماضي.كما ناقشش رازوف ايضا الزيادة التي بلغت عشرة اضعاف من الطلبة الصينيين في روسيا على مدى العقد المنصرم هذا في الوقت الذي ينخفض فيه عدد الطلبة الصينيين المتقدمين بطلبات للدراسة في الجامعات الاميركية بشكل مذهل. \r\n وقد خلقت علاقات روسيا المتعمقة مع الصين عدم حصانة مزعجة بالفعل بالنسبة لاميركا.ففي 2005 سعت روسيا والصين الى تحجيم وصول الولاياتالمتحدة وحلف شمال الاطلسي(ناتو) الى القواعد الجوية في اسيا الوسطى على الرغم من الدور الحيوي لهذه القواعد في العمليات العسكرية والانسانية في افغانستان وهي الجهود التي كانت تدعمها روسيا في السابق. \r\n واذا استمرت الولاياتالمتحدة في انتقاد روسيا فان العلاقات الروسية الصينية على مدى السنوات العشر المقبلة يمكن ان تؤدي الى اعادة تجميع قوى دولية وربما حرب باردة جديدة.لكن اذا انتقلت الولاياتالمتحدة الى تقارب تام مع روسيا فانها يمكن ان تحقق سياسة جديرة بالاعتبار ومكاسب اقتصادية.على سبيل المثال فان اميركا لا تحتاج ان تنظر الى روسيا الدولة المسلحة باسلحة نووية وصاحبة التاريخ الطويل من الحكم الشمولي السلطوي بشكل يزيد عما تتعامل به سياستها الخارجية مع الصين التي لا تلعب دائما حسب القواعد الاميركية. غير انه في الوقت الذي اعلنت فيه مؤخرا وزارة الخارجية الاميركية عن عقوبات ضد روسيا لبيع مزعوم لمواد محظورة لايران اعطت وزارة الخزانة الاميركية الصين مكافأة في مايو الماضي على تلاعبها بعملتها في استخفاف فاضح بالقانون الاميركي.وفي ابريل الماضي رحب الرئيس جورج بوش بالرئيس هو جينتاو في الولاياتالمتحدة قائلا:\"ان الولاياتالمتحدة والصين هما بلدين يفصل بينهما محيط ضخم لكنهما مع ذلك يرتبطان عبر الاقتصاد العالمي الذي يخلق فرصة لصالح شعبينا.\" \r\n ان عجز اميركا عن منح نفس الاعتراف لروسيا كما تم بالنسبة للصين يمكن ان ينتهي بابعاد الولاياتالمتحدة ليس فقط عن الجانب الاخر من المحيط بل عن جانب اخر لنوع جديد من الستار الحديدي. \r\n نعم ان روسيا اقل ديمقراطية عما كانت عليه تحت حكم بوريس يلتسين.غير انه فرض برنامج اصلاح سياسي على فلاديمير بوتين لايحمل في طياته مخاطر فشله فحسب بل ايضا عزل روسيا الى الحد الذي يتم فيه خسارة احتمالات قيام تقارب ايجابي معها.ان السياسة الاكثر قبولا حيال روسيا يمكن ان تكون في اتخاذ موقف الاتفاق او الاختلاف بشأن قضايا بعينها مثل علاقات روسيا مع الدول السوفيتية السابقة الاخرى والتحفظ في الحديث عن زيادة تركيز السلطة الناشئ فيها حاليا والاستبداد في الوقت الذي يتم فيه تشجيع الليبرالية الاقتصادية الناشئة في روسيا. ان اقامة علاقة مع روسيا في المجالات المفيدة للطرفين يمكن ان تعطي الولاياتالمتحدة فرصة افضل على دفع ليبرالية سياسية في روسيا الى الامام.اما سياسة اميركا التي تقوم على عزل روسيا فربما لاتفشل فقط بل ربما ايضا تدفع روسيا الى خلق عالم خاص بها ليس فيه الولاياتالمتحدة,وهو عالم يمكن يسير بشكل حقيقي في الاتجاه الخاطئ. \r\n \r\n ايوغين تراني \r\n رئيس جامعة فيرجينينا كومونويلث.خدمة انترناشيونال هيرالد تريبيون-نيويورك تايمز خاص ب(الوطن). \r\n \r\n \r\n \r\n