\r\n وفي هذا الإطار، يقول \"مايكل شيفتار\"، نائب رئيس \"الحوار الأميركي المتبادل\" بواشنطن: \"إن أميركا اللاتينية تكتسي أهمية بالغة بالنسبة لشافيز بالنظر إلى أن بقية نفوذه متمركزة في دول الأنديز، وإن شافيز يسعى إلى تحدي نفوذ الولاياتالمتحدة بالمنطقة\"، غير أنه أضاف أن الرئيس الفنزويلي يبدو أيضاً مهتماً بمساعدة الفقراء –وهما ميزتان لا تنفي الواحدة منهما الأخرى بالضرورة. وقال: \"إن الأمر يعكس طموحاً كبيراً لدى شافيز الذي يركز موارده على نيكاراغوا على اعتبار أن لأورتيغا فرصة للفوز في انتخابات نوفمبر المقبل\". \r\n \r\n شافيز عقد في السنوات القليلة الماضية اتفاقات لبيع النفط بأثمان منخفضة إلى بلدان أميركا الوسطى والكاريبي، بل وحتى إلى الفقراء في بعض الولايات الأميركية مثل نيويورك وماساتشوسيتس. غير أن الاتفاق الذي عقد بين شافيز وأورتيغا يأتي في ظل أزمة طاقة خانقة، وقبل انتخابات مهمة وحاسمة قد تشهد صعود زعيم \"يساري\" آخر إلى السلطة في المنطقة، حيث أدت أزمة الطاقة العام الماضي إلى فترات ظلام عمت مدن البلاد وإضرابات شلت قطاع النقل. إلى ذلك، تنص الاتفاقية الموقعة على أن تتسلم فنزويلا 60 في المئة من المبلغ في غضون تسعين يوماً من الشحن، على أن يتم تسديد الأربعين في المئة المتبقية على مدى 25 عاماً بمعدل فائدة يعادل واحداً في المئة، إضافة إلى فترة إعفاء تدوم عامين. \r\n ويمكن اعتبار الاتفاق واحداً من أهم التطبيقات العملية حتى اليوم لاتفاقية \"ألبا\"، وهي المبادرة التي أطلقتها كل من كوبا وفنزويلا قبل نحو عام بهدف اندماج دول أميركا اللاتينية. كما ترمي اتفاقية \"ألبا\" إلى تشجيع مبادئ العدالة الاقتصادية والاجتماعية، غير أنها معروفة اليوم برمزيتها أكثر من نتائجها الملموسة. \r\n والواقع أن الاتفاقية اكتسبت زخماً وقوة عندما انضم الرئيس البوليفي \"إيفو موراليس\" إلى المبادرة خلال نهاية الأسبوع الماضي في حدث حظي بتغطية مكثفة من قبل وسائل الإعلام في البلدين. ومن جهة أخرى، تعهد \"أورتيغا\" خلال زيارته إلى فنزويلا الأسبوع الماضي، بالانضمام بدوره إلى مبادرة \"ألبا\" في حال انتخابه رئيساً لنيكاراغوا. غير أن المنتقدين يعتبرون أن الاتفاق بين شافيز وأورتيغا، والذي وقع خلال زيارة هذا الأخير، يعني في واقع الأمر انضمام أورتيغا إلى \"ألبا\" بشكل مبكر. \r\n إلى ذلك، اتهم الحزب الدستوري الليبرالي الشهر الماضي شافيز بالتخطيط لتمويل حملة أورتيغا بمبلغ 50 مليون دولار، وهو ادعاء أنكره كل من أورتيغا وسفير فنزويلا في نيكاراغوا. بل إن الرئيس \"إينريك بولانيوس\"، ذهب في تصريحات أدلى بها للصحافة المحلية، إلى حد تحذير شافيز من أن منح النفط على سبيل الإقراض لحركة \"سادينيستا\" من شأنه أن يشكل جريمة انتخابية في نيكاراغوا. \r\n أما \"أورتيغا\" فيقول إن اتفاقية النفط هدفها مساعدة شعب نيكاراغوا، وليس مساعدته هو على الفوز في الانتخابات. والحال أن التداعيات السياسية للاتفاق الذي عقده مع شافيز واضحة، ويبدو أن \"أورتيغا\" لا يخشى لعب تلك الورقة. \r\n ومن جهتها، تقول الحكومة الأميركية إن التزامها تجاه التنمية الاقتصادية والاجتماعية تجاه نيكاراغوا \"قديم بغض النظر عن الانتماء السياسي\"، على حد تعبير المتحدثة باسم السفارة الأميركية في \"ماناغوا\". وأضافت المتحدثة قائلة: \"إن الولاياتالمتحدة منحت شعب نيكاراغوا منذ 1990 أكثر من مليار دولار في إطار برامج النهوض بالصحة والتربية والتجارة والتنمية والديمقراطية وحكم القانون\". \r\n \r\n تيم روجيرز \r\n \r\n مراسل \"كريستيان ساينس مونيتور\" في ماناغوا - نيكاراغوا \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"كريستيان ساينس مونيتور\" \r\n \r\n \r\n \r\n