وثمة من يعتقد ان سببين اساسيين وراء هذه الحفاوة، او إنجازين حققتهما الدبلوماسية الروسية اخيراً. فهي صورت نفسها «محاوراً وحيداً» مع طرفين مهمين، هما «حماس» وايران. وعلى رغم ان المحادثات مع الطرفين لم تخرج بنتائج ملموسة، رسخت واقعاً جديداً أضفته على الدور الروسي. \r\n \r\n وفي الوقت الذي شهدت فيه واشنطن لقاء الرئيس الأميركي ووزير الخارجية الروسي، بدأت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مناقشة البرنامج النووي الإيراني في اجتماعها في فيينا. ومنذ بداية اللقاء في فيينا، ظهر تباعد واضح بين موقفي واشنطنوموسكو حيال الملف الايراني. وتحدث مندوبو روسيا عن امكان السماح لإيران بتخصيب كميات محدودة من اليورانيوم لأغراض البحث. واعتبر دبلوماسيون غربيون ان هذا المقترح يصب في إطار دعم مواقف إيران المتشددة. ولم يكد يمر يوم تخلله لقاء لافروف وبوش وعشاء عمل جمعه مع كونداليزا رايس، حتى طرأ تبدل على اللهجة الروسية. وتناقلت وكالات الانباء تصريح مساعد الرئيس الروسي للشؤون الخارجية، سيرغي بريخودكو، نفى بشدة حقيقة «موقف مؤيد لإيران في موسكو»، وقال إنه «ليست لروسيا مصالح مع طهران تختلف عن مصالح شركائنا الأوروبيين والولاياتالمتحدة». ولفت مساعد الرئيس الروسي الى تباين في المواقف، وأشار إلى «أن الهدف واحد، وهو ان نجعل إيران جاراً يمكن التكهن به، وليس مصدراً لخطر انتشار أسلحة الدمار الشامل». وفي اليوم نفسه نفى وزير الخارجية، سيرغي لافروف، ان تكون روسيا قدمت تنازلات إلى إيران، ونوه في تصريح في واشنطن بكون الاقتراح الروسي الوحيد تعلق بإنشاء مؤسسة مشتركة لتلبية الاحتياجات الإيرانية من الوقود النووي. ونفى الوزير الروسي اقتراحات روسية أخرى، تتضمن حلولاً مختلفة. وتدل تصريحات المسؤولين الروس هذه على ان واشنطنوموسكو توصلتا إلى اتفاق. وربما كان إعلان السفير الأمريكي غريغوري شولتي ذا مغزى. فهو قال، بعد اجتماعات مجلس حكام الوكالة الدولية، ان مجلس الأمن الدولي سيبحث المسألة الإيرانية في الأيام القليلة المقبلة. وأعلن نائب وزيرة الخارجية الأميركية، نيكولاس بيرنز، ان مجلس الأمن يناقش المسألة النووية الإيرانية، يوم الاثنين المقبل أو يوم الثلاثاء. وأكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، هذه المعلومات بعد ذلك مباشرة. \r\n \r\n واللافت ان لافروف بعد محادثاته مع بوش تحدث عن الملف الإيراني قليلاً. ولكن كلامه شدد على مسألة انضمام روسيا الى منظمة التجارة العالمية، والخطوات المطلوبة من الولاياتالمتحدة، خصوصاً على صعيد إلغاء تعديل «جاكسون - فينيك» الذي يعرقل التبادل التجاري بين موسكووواشنطن ، ويعوق انضمام روسيا الى المنظمة الدولية. ولم يربط لافروف، في شكل مباشر، بين ملفي ايران والانضمام الى المنظمة. \r\n \r\n ولكن عرض المشكلة على هذا الشكل أوحى ايحاءات واضحة على استعداد موسكو لمثل هذه المبادلة. \r\n \r\n وثمة قرائن على انتهاء الطرفين الى اتفاق ما حول هذا الملف. فلافروف قال ان مجلس الأمن سيبحث المسألة الإيرانية، حين ذكر أن مجلس حكام الوكالة الدولية قرر، في اجتماعه السابق، عرض نتائج المناقشات في شهر شباط (فبراير) وآذار (مارس) على مجلس الأمن. وموسكو إلى إبلاغها الأميركيين موافقتها عملياً على نقل الملف الايراني الى مجلس الامن، تسعى الى المحافظة على وضعها محاوراً اوحد مع طهران، وتعزيز اوراقها التفاوضية في المرحلة الآتية. \r\n