والاتفاق الالماني - الروسي ضربة مؤلمة الى بولندا. فهذه شكلت معبراً دائماً للغاز، وعملياً، نسف الاتفاق الموقع أفق استكمال مشروع انبوب يامال – اوروبا، الموقع منذ التسعينات (من القرن الماضي). وكان الممر الوحيد لتزويد اوروبا بالغاز الروسي. وليس غريباً ان تكون اعتراضات وارسو هي الاكثر وضوحاً بسبب تأسيس الممر الجديد. واعتبره رئيسها الكسندر كفاشنيفسكي «لغماً يهدد التضامن في الاتحاد الاوروبي». وأسف لأن المشروع صيغ «من خلف ظهورنا». اما الصحافة المحلية، فاعتبرت المشروع انتقاماً روسياً بسبب الدور النشط الذي لعبه البولنديون في «الثورة البرتقالية» الاوكرانية. ولكن المعلقين البولنديين يتجاهلون ان العلاقات في مجال الغاز بين موسكو ووارسو، سيطرت عليها دوافع سياسية. وتمكنت بولندا من اجبار غازبروم (كبرى شركات الغاز الروسية) على تقديم تنازلات غير مسبوقة. فكانت الرقبة الروسية تحت سيف مسلط باستمرار. \r\n \r\n وانضمت الى جوق المعترضين جمهوريات سوفياتية سابقة في حوض البلطيق. فشددت الخارجية اللاتفية على ان «مشروعاً بهذا الحجم يجب ان ينضم اليه الاتحاد الاوروبي كله». بل وصف سياسيون الاتفاق بأنه «خطوة غير حكيمة». وأضافوا: «يجب ان لا يتحول المشروع واقعاً». اما في ليتوانيا فقد اعتبر المعلقون ان الاتفاق «يهدد الامن القومي في مجال الطاقة». \r\n \r\n وينبغي التذكير بأن المشروع العملاق يعد اول تحرك جدي لشركة غازبروم. وبحسب معلومات «فريميا نوفوستي» فإن على الطرفين توقيع سلسلة بروتوكولات اضافية. وقالت مصادر ان موسكو وبرلين قريبتان جداً من التوصل اليها. ولكن الامر المعروف الآن هو أن غازبروم ستحصل، في مقابل تسهيل وصول الشركات الالمانية الى منابع الغاز، على امتيازات كبرى في مجالي التسويق والتوزيع داخل اوروبا.