\r\n رغم ان العديد من المعلقين وصفوا هذا الوضع بأنه مشكلة معقدة إلا انني اعتقد ان الوضع بسيط‚ فاما ان تقوم حكومة أوزباكستان بعمل تغييرات جذرية فورية في طريقة عملها أو ان علاقات اميركا معها يجب ان تتغير جوهريا‚ أولا دعني اقدم بعض الحقائق ففي الشهر الماضي قامت القوات الامنية للرئيس الأوزباكستاني اسلام كريموف باطلاق النار على المتظاهرين بعد ان اقتحموا احد السجون ومقر حكومة محلية‚ وتعترف الحكومة بأن نحو 200 شخص قتلوا برصاص جنودها وتزعم بأنهم جميعا مسلحون اسلاميون متطرفون‚ ولكن شهود عيان وصحفيين ومنظمات مستقلة يروون قصة سوداوية ومختلفة تماما عن رواية الحكومة‚ وتقدر عدد القتلى ما بين 500 الى 1000 شخص‚ وتقول إن اغلبيتهم رجال ونساء وأطفال عزل من السلاح كانوا يحتجون ضد الفساد الحكومي وانعدام فرص العمل واستمرار الاضطهاد‚ والى جانب من قتلوا كان هناك جرحى كثيرون وفر حوالي 500 على الاقل عبر الحدود الى قيرغستان‚\r\n قبل اسبوعين قام السيناتور لندزي غراهام والسيناتور جون سونونو بالسفر الى آسيا الوسطى وتوقفا لوقت قصير في أوزباكستان‚ وهناك رأينا صورا وسمعنا عن أدلة اخرى قاطعة ومذهلة وبأنه من الواضح ان رواية الحكومة الاوزبكية للاحداث ليست صحيحة بتاتا‚ \r\n كما انه من الواضح ان اعمال القتل كانت النموذج الاحدث والاكثر مأساوية على اعمال القمع الحكومية في أوزباكستان‚ \r\n في تلك البلاد اليوم لا توجد وسائل اعلام مستقلة او احزاب معارضة حقيقية‚ وسجل الحكومة من حيث احترام حقوق الانسان يدعو الى الأسى واما الحقوق السياسية فليس لها وجود اصلا‚ وكثيرا باسم محاربة الارهاب الاسلامي تقوم الحكومة باعتقال المعارضين لحكمها وتقوم بتعذيب المعتقلين في السجون‚ \r\n صحيح ان حكومة أوزباكستان قدمت مساعدة حقيقية للولايات المتحدة في حربها على الارهاب وكانت عونا لها بشكل خاص خلال ذروة العمليات العسكرية ضد طالبان‚ ولكن في كلمة افتتاحية صدرت مؤخرا في «ويكلي ستاندرد» باسم ستيفين شوارتز ووليام كريستول اشارا الى «ان نظام أوزباكستان الذي كان جزءا من الحل في عام 2001 قد اصبح الآن جزءا من المشكلة»‚ \r\n واعتقد بأن هذا الرأي صائب‚ فأوزباكستان اليوم تعاني من مشكلة حقيقية مع التطرف الاسلامي العنيف ولكن هذا الوضع سوف يزداد سوءا بسبب السجل القمعي للنظام وليس رغما عنها‚ وعليه فان نظام كريموف يجب ان يغير طبيعة حكمه بشكل راديكالي ويجب ان يبدأ بقبول تحقيق دولي حول ما جرى في انديجان‚ \r\n لسوء الحظ‚ التغيير الوحيد الذي نراه اليوم هو التحرك في الاتجاه الخاطئ‚ فمنذ احداث انديجان قام النظام الحاكم باعتقال خصومه السياسيين ورفض السماح لمبعوث حقوق الانسان الموفد من الاتحاد الاوروبي بدخول البلاد ومنع اللجنة الدولية للصليب الاحمر بالوصول الى الجرحى والمعتقلين وأوقفت عملية كتائب السلام الاميركية في أوزباكستان‚ وخلال زيارتنا القصيرة قبل اسبوعين‚ لم يوافق اي من المسؤولين الحكوميين على الاجتماع بنا‚ \r\n اذا استمر هذا الاتجاه فان الولاياتالمتحدة ليس امامها اي خيار سوى اعادة تقييم جميع نواحي علاقاتها مع أوزباكستان وهذا يشمل علاقاتنا العسكرية معها‚ وفي غضون قيامنا بمراجعة سياستنا يجب ان نعلق أية مفاوضات حول اتفاقية لاقامة قواعد عسكرية طويلة الامد ونتفحص بنظرة نافذة لوجودنا المستمر في القاعدة الجوية الاوزبكية‚ \r\n اما الامتناع عن هذا العمل الضروري فسوف يعني تفويض مصداقية اميركا‚ فإذا كانت الولاياتالمتحدة تضع أولوية اكبر لحقوق الانسان والديمقراطية فلا يمكنها ان تبقى خاملة امام قيام حكومة لنا معها علاقات وثيقة بانتهاك صارخ لمبادئ الحرية‚ \r\n وهذا لا يعني بأننا يجب ان ننسحب ببساطة من أوزباكستان لأن ذلك يتيح لحكومة أوزباكستان بالتراجع الى الانغلاق والعزلة ويجعلها اكثر خطرا وانما يعني اقامة نوع مختلف من العلاقة معها تكون فيها الولاياتالمتحدة قوة ضغط علنية وضمنية على الرئيس كريموف من اجل تغيير طبيعة حكمه‚ \r\n باستعمال العصي والجزرة فان التغيير الايجابي قد لا يكون ناجحا ولكنه سوف يضع الولاياتالمتحدة في الجانب الصواب من التاريخ وسنثبت للشعب الاوزبكي بأننا ندعم حريته وليس فقط مصالحنا الامني الضيقة وهذا الموقف هو الذي يدعم امننا على المدى البعيد‚ \r\n فلو تعلمنا اي درس من هجمات 11 سبتمبر 2001 فهو حيثما يوجد حكم القمع فان اليأس يتكاثر وبالتالي التطرف والعنف‚ \r\n هذا الدرس ينطبق اليوم على حكومة كريموف مثلما ينطبق على الحكومة الاميركية‚ ولذلك آمل بأن نظام كريموف سوف يدرك بأن الطريقة الوحيدة للامن الحقيقي هي باحتضان الحريات الاساسية وحقوق الانسان‚ ولكن اذا كانت الولاياتالمتحدة غير قادرة على احداث تغيير في أوزباكستان‚ فعلى الاقل يمكنها ان تتجنب اقامة علاقة وثيقة ومستمرة مع الحكومة الحالية‚ فالعالم ينتظر منا لا شيء اقل من هذا الاجراء وينبغي ألا نتوقع نحن أقل منه أيضا‚ \r\n